جرائم الحوثيين ضد النساء.. شهادات مرعبة من سجون الظلام في اليمن
كشف تقرير حديث معلومات صادمة عن الانتهاكات المروعة التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد النساء في اليمن، حيث وثق التقرير شهادات مؤلمة لمعتقلات سابقات تعرضن لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات داخل سجون الجماعة.
التقرير الذي نسره موقع "جسور" سلط الضوء على معاناة النساء منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 2014، يفضح تفاصيل الجرائم التي طالت مئات النساء، من القتل والتعذيب إلى الاعتقالات التعسفية والاعتداءات الجسدية والنفسية.
السيطرة الحوثية وابتداء عهد الإرهاب ضد النساء
في ظل النزاع المستمر في اليمن منذ سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، تتصاعد جرائمهم ضد النساء اليمنيات بشكل ممنهج ومخيف. "100 يوم كاملة لم أرَ فيها نور الشمس.
احتجزوني في مكان أشبه بالقبر، لا يدخله النور أو الهواء إلا نادراً، رأيت كل أنواع التعذيب في سجون الحوثي. ما مررت به من بشاعة زادني إصراراً على فضح جرائمهم"، بهذه الكلمات بدأت المعتقلة اليمنية السابقة برديس السياغي سرد معاناتها داخل سجون الحوثي.
منذ استيلاء مليشيا الحوثي على السلطة في صنعاء، لم تتوقف عن إحكام قبضتها على اليمن، واستخدمت النساء كأدوات في حملتها القمعية.
شهادات مؤلمة من داخل سجون الحوثي
برديس السياغي، التي كانت شاهدة حية على فظائع الحوثيين، بدأت مواجهتها للجرائم الحوثية منذ عام 2015، عندما استخدمت القلم لفضح ما يحدث.
في حديثها لـ"جسور بوست"، تروي تفاصيل اعتقالها عام 2019 وكيف اقتحمت مجموعة مسلحة من الحوثيين منزلها وسحلوها أمام أطفالها. "كانت صرخات أطفالي ومحاولاتهم التمسك بي أكثر اللحظات إيلاماً في حياتي"، حسب وصفها.
وتشير التقارير إلى أن مليشيا الحوثي ارتكبت 4282 انتهاكًا ضد النساء بين 2014 و2020، تنوعت بين القتل، الإصابات، الاختطاف، والتعذيب. وبحسب دراسة أجرتها "تحالف النساء من أجل السلام في اليمن"، فإن الحوثيين ارتكبوا أكثر من 1893 حالة اختطاف وتعذيب واغتصاب بحق النساء بين ديسمبر 2017 وأكتوبر 2022. وقد وثقت الدراسة تجارب مؤلمة لـ66 ناجية، بينما لا تزال 8 نساء محتجزات.
وتعرضت العديد من النساء الناجيات لأضرار نفسية واجتماعية شديدة. وثقت الدراسة حالات 73 ضحية، تعرض بعضهن للتشكيك والوصم الاجتماعي، فيما عانت أخريات من مشاكل صحية خطيرة، من بينها فقدان البصر والشلل. على الجانب النفسي، حاولت 7 ناجيات الانتحار نتيجة صدمات نفسية متكررة.
وكشفت الدراسة أيضًا عن تجنيد الحوثيين لأطفال السجينات، حيث احتجزت المليشيا 16 طفلاً مع أمهاتهم في السجون. تعرضت هؤلاء الأطفال للعنف، بينما شهدت السجينات تعذيباً نفسياً وجسدياً مستمراً، كما وثقت حالات تهديد بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
أصدرت مليشيا الحوثي أحكام إعدام ضد عدد من النساء، من بينهن فاطمة العرولي وحنان مطهر الشاحذي. وصفت نورا الجروي، رئيسة رابطة حماية المعنفات والناجيات، هذه المحاكمات بالوهمية، وأكدت أن الحوثيين يسيرون على خطى النظام الإيراني في التعامل مع النساء من خلال الاعتقالات وتشويه السمعة وفرض أحكام جائرة.
ويقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي على الرغم من فظاعة الجرائم المرتكبة ضد النساء في اليمن، تقف الجهات الدولية عاجزة أمام التدخل لحمايتهن.
تُمنع النساء من الحصول على حقوقهن القانونية والرعاية الصحية في سجون الحوثي، في وقت تتجاهل فيه المليشيا كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بينما يستمر الصليب الأحمر الدولي وغيره من المنظمات في مواجهة صعوبات كبيرة للوصول إلى السجينات ومساعدتهن.
إن ممارسات مليشيا الحوثي ضد النساء في اليمن تعد واحدة من أبشع جرائم الحرب المعاصرة، وهو ما يستدعي تدخلاً دوليًا عاجلاً لوقف هذا النزيف الإنساني المتواصل.
التعليقات