شاهد.. صور بالأقمار الاصطناعية تكشف دماراً في منشآت إيران العسكرية
كشفت صور الأقمار الاصطناعية أن الهجوم الإسرائيلي الذي وقع فجر السبت استهدف مواقع حساسة في إيران، وألحق أضرارًا جسيمة بقاعدة بارشين العسكرية، جنوب شرقي طهران، المرتبطة ببرنامج إيران النووي السابق، وبقاعدة خجير، التي تضم منشآت لإنتاج وقود الصواريخ الصلب المستخدم في الصواريخ الباليستية.
بحسب تقارير من وكالتي "رويترز" و"أسوشييتد برس"، أظهرت الصور أن الهجوم أدى إلى تدمير عدد من المباني في قاعدة بارشين، حيث يُعتقد أن إيران أجرت سابقًا تجارب متفجرة متعلقة بتطوير أسلحة نووية. كما ألحقت الضربة أضرارًا بمنشآت في خجير، التي تحتوي على أنفاق تحت الأرض ومرافق متقدمة لإنتاج الصواريخ.
رغم الدمار الذي كشفت عنه صور الأقمار، لم تعترف القوات المسلحة الإيرانية بوقوع أي أضرار في بارشين أو خجير. لكنها أفادت بمقتل أربعة جنود إيرانيين كانوا يعملون على أنظمة الدفاع الجوي خلال الهجوم.
وفقًا للجيش الإسرائيلي، شنت طائرات حربية ثلاث موجات من الضربات الجوية استهدفت مصانع صواريخ ومواقع عسكرية أخرى قرب طهران وغرب إيران، في رد على إطلاق إيران أكثر من 200 صاروخ على إسرائيل هذا الشهر.
كما أفادت التقارير بأن الطائرات الإسرائيلية استخدمت "رؤوسًا حربية خفيفة" لضرب رادارات حدودية في محافظتي إيلام وخوزستان (الأحواز)، بالإضافة إلى مواقع قريبة من العاصمة طهران.
كما أفادت التقارير بأن الطائرات الإسرائيلية استخدمت "رؤوسًا حربية خفيفة" لضرب رادارات حدودية في محافظتي إيلام وخوزستان (الأحواز)، بالإضافة إلى مواقع قريبة من العاصمة طهران.
وأظهرت صور من "بلانيت لابس" حرائق قرب منشآت لإنتاج الغاز في تانجه بيجار بإيلام، لكن لم يُحدد مدى ارتباطها بالهجوم الإسرائيلي.
تُظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية من شركة «بلانيت لابس» مباني متضررة في قاعدة «خجير» العسكرية شرق طهران أمس (أ.ب)
حدّد الخبير النووي ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، أحد المباني المدمرة في بارشين باسم "طالقان 2"، وهو منشأة أشار إليها الأرشيف النووي الإيراني بأنها كانت تضم أنظمة متقدمة لاختبارات المتفجرات في إطار برنامج "آماد" النووي، الذي تخلت عنه إيران رسميًا عام 2003.
حدّد الخبير النووي ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، أحد المباني المدمرة في بارشين باسم "طالقان 2"، وهو منشأة أشار إليها الأرشيف النووي الإيراني بأنها كانت تضم أنظمة متقدمة لاختبارات المتفجرات في إطار برنامج "آماد" النووي، الذي تخلت عنه إيران رسميًا عام 2003.
وأشار أولبرايت إلى احتمال أن إيران نقلت معدات حساسة من "طالقان 2" قبل الضربة، لكن الموقع يظل ذا أهمية إستراتيجية لأي خطط مستقبلية.
أكدت صور الأقمار الاصطناعية أن الضربات الإسرائيلية دمرت ورشًا لخلط وقود الصواريخ الصلب في كل من بارشين وخجير. وأوضح ديكر إيفليث، محلل الأبحاث في مؤسسة "سي إن إيه"، أن الهجوم أضر بقدرة إيران على إنتاج الصواريخ بكميات كبيرة، ما قد يعقّد تنفيذ أي هجمات صاروخية في المستقبل.
وفقًا لإيفليث، فإن المعدات التي تضررت في خجير تشمل خلاطات صناعية باهظة الثمن تخضع لقيود دولية صارمة على تصديرها، مما يجعل استبدالها أمرًا صعبًا.
تُظهر هذه الصورة الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية من شركة «بلانيت لابس» مباني متضررة في قاعدة «خجير» العسكرية شرق طهران أمس (أ.ب)
ورغم الأضرار التي لحقت بالمواقع المستهدفة، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي أن المنشآت النووية لم تتأثر، وأن المفتشين الدوليين ما زالوا يؤدون مهامهم بأمان. ودعا غروسي إلى ضبط النفس لتجنب تعريض المواد النووية أو المشعة للخطر.
يشير المحللون إلى أن الهجوم قد يعيق قدرة إيران على تجديد مخزونها من الصواريخ الباليستية بعد الهجمات الأخيرة على إسرائيل. وأفادت تقارير بأن هذه الضربات قد تحد من قدرة إيران على تنفيذ هجمات صاروخية واسعة النطاق مستقبلاً.
يأتي هذا التصعيد وسط توتر إقليمي متزايد، حيث يعتمد كل طرف على ضربات دقيقة ومحددة في محاولة لتقليص قدرة خصمه. وفي حين تتعمد إسرائيل توجيه ضربات استباقية لمنشآت حيوية في إيران، تبقى الجهود الدولية منصبة على منع التصعيد العسكري من الخروج عن السيطرة.
التعليقات