حصري.. ما السر وراء إستهداف مليشيات الحوثي لـ "آل الأحمر" ؟!
تصاعدت التساؤلات حول خلفيات استهداف ميليشيا الحوثي لعائلة الشيخ الأحمر، بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات على الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر بسبب دعمه للقضية الفلسطينية.
وقد شهدت عائلة الأحمر هذا الاستهداف المتكرر منذ عام 2013، مما يطرح علامات استفهام حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الاستهداف المستمر.
فلو كان السبب يعود إلى نفوذهم كأحد أكبر شيوخ اليمن، فقد كان يمكن أن يشمل هذا الاستهداف مشايخ آخرين مماثلين، إلا أن الواقع يعكس تركيزًا حصريًا على عائلة الأحمر.
استهداف ممتلكات الشيخ الأحمر بشكل غير قانوني
واستمرت ميليشيا الحوثي في استهداف ممتلكات عائلة الأحمر، بما يشمل منازلهم وشركاتهم وأراضيهم، بشكل يخالف القانون والدستور.
ومن أبرز حالات السطو قيام جماعة الحوثي بالاستيلاء على مزارع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في صعدة بعد الحرب السادسة، إضافةً إلى مزرعة في عبس بمحافظة حجة التي نُهبت معداتها الزراعية وتجففت بعد نهب معدات ضخ المياه.
كما طالت الاعتداءات أراضي ومنزل خيوان وعدة ممتلكات في صنعاء، إذ تم تفجير منزلين في مناطق خمر وعمران قبل اجتياح صنعاء عام 2013، والاستيلاء على منزل الشيخ حميد الأحمر في حي الخمسين بصنعاء عام 2014.
واستولت ميليشيا الحوثي على شركات ومؤسسات عديدة تابعة لعائلة الأحمر في صنعاء، واختطفت العاملين بها ونهبت محتوياتها.
ومن أبرز هذه الشركات "سبافون"، التي جمدت الجماعة أصولها عام 2014 وصادرت منها نحو 40 مليار ريال، مستندة إلى مزاعم تهرب ضريبي بناءً على تقرير موجه من هيئة مكافحة الفساد.
كما شملت عمليات المصادرة بنك سبأ الإسلامي، وشركات أخرى مثل "السلام"، و"تكنولوجي غاز"، و"الآفاق للسفريات"، و"مطبعة الآفاق"، إلى جانب ممتلكات أخرى مثل تبة الشيخ صادق في حي مذبح ومعرض همس للأثاث.
مصادرة بدون حكم قضائي
اللافت في جميع عمليات المصادرة هو غياب أي حكم قضائي يُبرر هذه الإجراءات، إذ أصدرت ما تسمى بـ اللجنة الثورية التابعة للحوثيين في 2014 قرارات تعسفية ظلت سارية حتى 2018، عندما أُنشئ "حارس قضائي" ومحكمة جزائية لتقنين استمرار النهب.
هذا النهج اعتمد على فرض منطق القوة على حساب القانون، متجاهلين أحكام القضاء التي أُصدرت لصالح عائلة الأحمر، وألزمت الميليشيا بإعادة الممتلكات إلى أصحابها وتعويضهم عن الأضرار.
سر الاستهداف
يرى مراقبون أن السبب الرئيسي وراء استهداف عائلة الأحمر يعود إلى مكانتهم السياسية، حيث يمثلون بيتاً وطنياً عريقاً ساهم في دعم الأحرار منذ فترة طويلة، خصوصًا خلال وبعد ثورة 26 سبتمبر.
وهذا الموقف المستمر من جانب العائلة دفع بالميليشيا الأمامية إلى السعي بكل إصرار لكبح هذه الرمزية الوطنية.
كما أن محاولات استهدافهم بهذا الشكل يعكس فشل الحوثيين في إلغاء رمزية عائلة بيت الأحمر من قلوب اليمنيين، الذين يرون فيهم جزءًا من الشعب الحر الذي يتطلع إلى العدالة ويرفض العبودية.
التعليقات