هل بدأت اسرائيل تخسر نفوذها داخل اوروبا؟
شهد العالم حدثين بارزين في 20 تشرين الثاني الجاري، إذ وقفت الولايات المتحدة أمام 14 دولة في مجلس الأمن لرفض مشروع قرار يدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة. في نفس اليوم، علق الرئيس الأميركي جو بايدن على مذكرتي التوقيف اللتين أصدرتهما «المحكمة الجنائية الدولية» بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، واصفاً إياهما بـ«الأمر الشائن».
هذه التصريحات والمواقف الأميركية تعكس العزلة التي تواجهها الولايات المتحدة حالياً، خاصةً في ظل عدم اعترافها بمثل هذه الاجراءات القانونية الدولية في حالات سابقة مثل قضية الرئيس السوداني السابق عمر البشير أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يثير تساؤلات حول التناقضات في السياسة الأميركية.
المشهد الدولي الحالي يعكس واقعاً صعباً للولايات المتحدة بالمقارنة مع الفترات السابقة منذ عام 1991، إذ تجد نفسها في موقف محرج يبرز من خلال دعمها المستمر لإسرائيل في الوقت الذي تواجه فيه الأخيرة عزلة دولية متزايدة. رغم ذلك، يبقى لدى إسرائيل نوع من الاستقلالية في القرارات، مما يفسر محاولاتها المتزايدة للتمرد على الأوامر الأميركية.
الوضع المتوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتطلب إعادة تقييم للسياسات والعلاقات القائمة، خاصةً مع تصاعد التوترات والمعارضة الدولية تجاه الأفعال الإسرائيلية. يتضح أن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة السيطرة على «الحالة» الإسرائيلية وسط هذه الضغوطات، في وقت يبرز فيه تمرد تل أبيب كخطر على الشرعية الدولية.
التعليقات