فايننشال تايمز: سقوط عائلة الأسد وانهيار إمبراطورية الخوف في سوريا
وصف تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية سقوط بشار الأسد وعائلته بأنه حدث لم يكن متخيلاً للكثير من السوريين، بعدما فرضت الأسرة حكمها بقبضة حديدية لعقود طويلة. وأبرز التقرير تفاصيل عن إرث عائلة الأسد الذي شكّل نظاماً استبدادياً قمع أحلام الشعب السوري بالعيش بحرية وكرامة.
إرث قمعي
نقل التقرير عن الباحث السوري حايد حايد أن النظام السابق سعى إلى "القضاء على روح الشعب ومنعه من الحلم بحياة أفضل". وأضاف أن حكم عائلة الأسد حوّل سوريا إلى مصدر ألم للسوريين الذين صاروا يرون بلادهم كجلادهم.
وتحدثت الصحيفة عن دور عائلة الأسد في التحكم بمفاصل الاقتصاد، واستغلال موارد البلاد لإثراء النظام، مع الإشارة إلى تورطهم في عمليات تهريب الكبتاغون كمصدر تمويل رئيسي.
سوريا الضائعة
وأشار بسام بربندي، الدبلوماسي السوري المنشق، إلى أن النظام كان يملك كل الأدوات لتحويل سوريا إلى نموذج مزدهر كسنغافورة، لكنه بدلاً من ذلك اختار سحق الشعب من أجل الحفاظ على السلطة.
وأوضحت الصحيفة أن عائلة الأسد استغلت سلطتها بشكل قاسٍ، مع تدهور الاقتصاد السوري بسبب الحرب الأهلية والعقوبات الدولية.
إرث حافظ الأسد
أعاد التقرير الذاكرة إلى بداية حكم حافظ الأسد الذي فرض سيطرته من خلال أجهزة استخبارات قمعية، ولم يتسامح مع أي معارضة، بما في ذلك ارتكاب مجازر مروعة مثل أحداث حماة عام 1982. كما تورط النظام السوري في الحرب الأهلية اللبنانية، مما عزز سمعته القاسية.
وعود فارغة
سلط التقرير الضوء على وعود الإصلاح التي أطلقها بشار الأسد بعد توليه السلطة عام 2000، حيث أشاع آمالاً بتحولات اقتصادية وسياسية لم تتحقق، ليبني عوضاً عن ذلك "حكومة لصوص" تعتمد على استغلال موارد الشعب لصالح عائلته والمقربين منه.
نهاية إمبراطورية الخوف
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن إرث عائلة الأسد سيبقى مرتبطاً في ذاكرة السوريين بالاستخفاف بحياتهم ومعاناتهم، مؤكداً أن الشعب السوري بدأ يتجاوز هذا الإرث ليبني مستقبله بإرادته.
التعليقات