مكايدة
لم تقصف إسرائيل أسلحة الجيش السوري خلال قرابة خمسة عقود، بالكثافة التي قصفت بها خلال اليومين الماضيين، لسبب واضح، وهو أن دولة الاحتلال رأت أن سلاح الجيش السوري خلال الفترة الماضية كان في يد لا يمكن أن تستعمله ضد إسرائيل، مهما فعلت.
بعد سقوط النظام خافت إسرائيل من سيطرة الثوار عليه، لأنها تعرف طبيعة الخلفية الفكرية للثوار السوريين، كما تعرف طبيعة الخلفية الفكرية للمقاومين الفلسطينيين.
ترديد أبواق محور إيران أن الأسد كان يحول بين إسرائيل وضرب سوريا مضحك، لأن إسرائيل كانت تضرب سوريا بشكل منتظم خلال السنوات الماضية، دون أن يرد النظام.
أما السؤال: لماذا لا يتجه الثوار لتحرير الجولان؟ فهو الأكثر إثارة للسخرية، لأن إثارة السؤال في ظل الظروف الحالية التي يمر بها الثوار تعد من قبيل المكايدة لا أكثر.
علاوة على أن الأبواق المستعجلة التي تطالب الثوار بتحرير الجولان خلال يومين، هذه الأبواق لم تكن تذكر احتلال الجولان، وسكوت النظام عن الاحتلال، خلال خمسة عقود من حكم بشار وأبيه.
إسرائيل دولة احتلال إجرامي، وعدوان مستمر، وستظل جسماً غريباً لا ينسجم مع المكونات الثقافية والإثنية للمنطقة، والمشروع الصهيوني لن يدوم، وهذه إحدى المسلمات لدى كبار مفكري هذا المشروع، لكن الاحتلال الإسرائيلي أصبح للأسف وسيلة لدى البعض للكيد السياسي، تماماً كما أصبحت فلسطين لدى هذا البعض بورصة استثمار للأسف الشديد.
المصدر: حساب الكاتب على منصة "إكس"
المصدر: حساب الكاتب على منصة "إكس"
التعليقات