الحوثيون يطلقون معتقلين لامتصاص الغضب الشعبي وسط دعوات لتكرار السيناريو السوري في اليمن
دفعت التطورات الأخيرة في سوريا جماعة الحوثي إلى الإفراج عن عشرات المعتقلين الذين كانوا محتجزين على خلفية الدعوة للاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة في شمال اليمن عام 1962، في خطوة رأت مصادر سياسية أنها تهدف إلى امتصاص الغضب الشعبي المتزايد ومواجهة الدعوات المتصاعدة لاستنساخ سيناريو إسقاط النظام السوري في تحرير صنعاء من قبضة الحوثيين.
الإفراج عن معتقلين من إب وصنعاء
ذكرت مصادر سياسية في صنعاء ومحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب العاصمة) أن جماعة الحوثي أطلقت دفعة جديدة من المعتقلين، الذين اعتُقلوا قبل ثلاثة أشهر بتهمة الدعوة للاحتفال بذكرى الثورة اليمنية ضد نظام الإمامة. شملت هذه الخطوة إطلاق سراح شخصيات بارزة مثل محمد الكثيري، الناشط السابق في الجماعة رداد الحذيفي، المراهق أمجد مرعي، الكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، بالإضافة إلى عدد من النشطاء الذين نُقلوا سابقاً إلى السجون السرية التابعة للحوثيين في صنعاء.
تصعيد النقمة الشعبية وتأثير الملف السوري
أكدت المصادر أن هذه الخطوة جاءت نتيجة تصاعد النقمة الشعبية ضد الحوثيين، خاصة بعد انتشار تقارير حول الجرائم والانتهاكات المروعة التي ظهرت في سجون النظام السوري، حليف الحوثيين، ما أثار موجة من الدعوات الشعبية والسياسية لتكرار السيناريو السوري في اليمن.
وبحسب المصادر، فإن الجماعة كانت ترفض سابقاً الإفراج عن المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، معظمهم من محافظة إب، بمن فيهم قيادات من حزب "المؤتمر الشعبي". هؤلاء المعتقلون وُجهت إليهم اتهامات بالتخطيط لإثارة الفوضى والدعوة للاحتفال بذكرى الثورة اليمنية، رغم أن القانون لا يجرّم هذه الأنشطة.
الخشية من فقدان السيطرة
في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد وانكشاف حجم الجرائم المرتكبة في سجونه، تسود مخاوف داخل جماعة الحوثي من أن تكون هي الهدف التالي لدعوات الإطاحة بأنظمة المحور الإيراني في المنطقة. ومع تنامي الضغوط الشعبية، اضطرت الجماعة إلى إصدار أوامر بالإفراج عن المعتقلين وتكليف محافظي المناطق بالتعامل مع الملف، مع ضمان عدم تكرار دعوات الاحتفال بالثورة أو رفع العلم الوطني.
دعوات لتكرار سيناريو دمشق في صنعاء
رغم الانقسام حول التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أظهرت النخب السياسية والاجتماعية اليمنية إجماعاً على ضرورة استغلال الزخم الشعبي والدولي لتحقيق تحولات مشابهة في اليمن، بما في ذلك تحرير العاصمة صنعاء من سيطرة الحوثيين. وعبّر قطاع واسع من اليمنيين، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشوارع، عن ارتياحهم لسقوط النظام السوري، معتبرين أن ذلك يمثل بارقة أمل لإنهاء النفوذ الحوثي في شمال اليمن.
جهود الحكومة اليمنية
دعا الناشطون والسياسيون الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إلى استغلال هذا المناخ الشعبي والتحرك بجدية نحو توحيد الجهود لتحرير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، خاصة في ظل تنامي السخط العام وتراجع الدعم الإقليمي لمحور إيران.
التعليقات