خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
لهذا السبب استخدمت إسرائيل طائرات الـ"F15" لقصف اليمن!
شنت القوات الجوية الإسرائيلية، أمس الخميس، عدداً من الغارات على اليمن، وخلال الهجمات استخدمت القوات الجوية الإسرائيلية مجموعة من عشرات الطائرات المقاتلة المتقدمة لاستهداف البنية التحتية التي قالت إن جماعة أنصار الله (الحوثيين) إنها تستخدمها في هجماتها ضد إسرائيل.

وكانت وسائل إعلام تابعة للحوثيين قالت إن "العدوان استهدف بسلسلة من الغارات مطار صنعاء ومحطة كهرباء حزيز بمديرية سنحان"، كما استهدف محطة رأس كثيب الكهربائية وميناء رأس عيسى في الحديدة غربي اليمن.

وفي وقت سابق، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن الغارات الإسرائيلية ضربت أهدافا في صنعاء والحديدة، مشيرا إلى أن هذا الهجوم يختلف عن الهجمات السابقة، وأضاف المصدر العسكري أن الهجمات في اليمن هي جزء من حملة جديدة ستواصل إسرائيل شنها ضد الحوثيين.

ولم تعلن إسرائيل بالطبع عن الطائرات التي استخدمتها في الضربة الحالية أو تلك التي تنوي استخدامها مستقبلا، لكن بناء على الضربات الأخيرة في اليمن، والصور التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يُرجح استخدام مقاتلات طويلة المدى مثل إف-15 وإف-16، وربما كذلك إف-35، وجميعها أميركية الصنع.

لماذا إف-15؟
في تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها تنوي شراء 25 طائرة مقاتلة من طراز "إف-15 آي إيه"، التي تصمم خصيصا لإسرائيل من الشركة المصنعة الأميركية بوينغ مقابل 5.2 مليارات دولار، مع خيار الحصول على 25 طائرة أخرى، وسيبدأ تسليم الطائرات في عام 2031، على أن يتم توريد 4 إلى 6 طائرات سنويا.

وتهتم إسرائيل عاما بعد عام بهذه الطائرة تحديدا، والتي يبلغ مدى طيرانها نحو 22 ألف كيلومتر، ولديها القدرة على حمل أكثر من 13 ألف كيلوغرام من الصواريخ والقنابل.

ويرى خبراء في نطاق العلوم العسكرية أن مدى الطيران والحمولة الكبيرة بشكل محدد كانا العامليْن الأهم في مضي إسرائيل قدما في تلك الصفقة، حيث تضع في اعتبارها استهداف مناطق بعيدة مثل إيران أو اليمن.

إلى جانب ما سبق، يمكن زيادة مدى هذه الطائرة عبر إضافة خزانات وقود امتثالية، وهي خزانات وقود خارجية مصممة لتتناسب بشكل وثيق مع محيط جسم الطائرة، مما يحسّن الديناميكية الهوائية مع توفير سعة وقود إضافية، على عكس الخزانات التقليدية التي تحل محل نقاط تثبيت الأسلحة، التي تشغل تلك المساحة في جسم الطائرة.

كذلك، يقلل تصميم الخزانات الامتثالية من المقطع العرضي للرادار، وهو أمر مهم بشكل خاص للمهام الخفية، وفي هذا السياق تظل الطائرة محافظة على أداء عالي الكفاءة لمعايير مثل السرعة والقدرة على المناورة.

بالإضافة إلى ذلك، صُممت طائرة إف-15 لتكون متوافقة مع أنظمة التزود بالوقود جوا، مما يوسّع نطاقها التشغيلي بشكل أكبر، وهو أمر بالغ الأهمية للمهام في العمق الجغرافي بعيدًا عن القواعد الرئيسية.

ويمكن لطائرة إف-15 حمل حمولة متنوعة وثقيلة، بما في ذلك الصواريخ جو-جو والذخائر جو-أرض والقنابل الموجهة، وبذلك يمكنها المشاركة في كل من أدوار التفوق الجوي والهجوم الأرضي أثناء مهمة واحدة، مما يقلل من الحاجة إلى طلعات جوية متعددة.

وبشكل خاص يمكن لهذه الطائرة إطلاق صاروخ رامبيج، والذي تم تصميمه خصيصاً لاختراق وتدمير الهياكل المحصنة، وتكمن ميزته الأساسية في قدرته على الصمود لمسافات طويلة وإمكانية إطلاقه من ارتفاعات عالية (حيث يعمل بتوجيه قائم على نظام تحديد المواقع العالمي مع ملاحة الحد الأدنى من الانحراف).

ويسمح هذا للصاروخ بمهاجمة الأهداف من مسافة آمنة، خارج نطاق الدفاعات الجوية لجماعة الحوثيين. أضف لذلك أن الصاروخ أسرع من الصوت، مما يمكنه من تغطية مسافات كبيرة بسرعة مع تقليل وقت استجابة الدفاعات الجوية.

إف-15 مع إف-16
وغالبا ما تستخدم مقاتلات إف-16 مع مقاتلات إف-15 في نفس الضربة، حيث تمتلك الأولى قدرة عالية على المناورة، مما يسمح لها بالأداء بشكل فعال في مجموعة مهام متنوعة، من الدعم الجوي القريب إلى الضربات الدقيقة عالية السرعة.

ومقارنة بالطائرات النفاثة الأكبر حجمًا، فإن طائرة إف-16 أكثر فعالية من حيث التكلفة، مما يسمح بمعدلات طلعات عالية كما أن نشرها وصيانتها أسهل، خاصة عند التشغيل في تضاريس متنوعة.

في هذا السياق فإن الطائرة "إف-15 آي إيه" مزودة بمحركين قويين، يحققان نسب دفع إلى وزن عالية، مما يمكنها من الحفاظ على سرعات تفوق سرعة الصوت حتى عندما تكون محملة بشكل كبير.

ولا يقلل ذلك من قدرتها على الوصول إلى الأهداف بسرعة على مسافات طويلة، ويمكنها كذلك من المناورة وتغيير الارتفاعات بدرجة من المرونة، تحسبا لأي رصد من الدفاع الجوي.

ولمزيد من التأمين فإن الطائرة مزودة بأنظمة رادار متقدمة توفر قدرات الكشف والتتبع بعيدة المدى لكل من الأهداف الجوية والبرية، كما تسمح تقنياتها الإلكترونية بالتنقل والاشتباك مع الأهداف بدقة على مسافات كبيرة.

وبذلك، تتكامل الطائرتان في مهمة واحدة، فتوفر إف-15 القدرة على حمل سلاح ثقيل للضربات والاشتباكات بعيدة المدى، بينما توفر إف-16 المرونة التشغيلية والقدرة على التكيف للهجمات الدقيقة، كما تؤدي أدواراً داعمة.

سماء اليمن قد لا تكون مفتوحة تماماً
النقطة الأساسية التي يخشى منها الإسرائيليون هي الدفاعات الجوية للحوثيين الذين تمكنوا من تحويل صواريخ جو-جو روسية الصنع الباحثة عن الحرارة مثل "إيه إيه-10 ألامو بي" (AA-10 Alamo-B) و"إيه إيه-11″ لتصبح صواريخ أرض جو، ومنذ عام 2017 مَثَّل هذا النظام خطورة حقيقية وكان السبب في عدد من الضربات القوية للأهداف الجوية، وهو نظام متقدم إلى حدٍّ كبير.

وكانت أهم مشكلات هذا الصاروخ أنه قصير المدى بحد أقصى 40 كيلومترا، لكنَّ الحوثيين استخدموه بحرفية، فبعد تحويله ليصبح سلاح أرض جو للدفاع الجوي، صنعوا منه كمائن متخفية في ثنيات الجبال وعلى أطرافها، ما مكَّنهم من ضرب الطائرات والمسيّرات وصواريخ كروز على مسافات قريبة نسبياً.

إلى جانب ذلك، أعلن الحوثيون قبل عدة سنوات عن تطويرهم لـ"برق"، وهو صاروخ دفاع متقدم يأتي في نسختين هما "برق-1" و"برق-2″، ويشبه نظام صواريخ أرض-جو "صياد" الإيراني.

ويمتلك "برق-2" رأساً حربياً متشظياً بوزن 200 كيلوغرام، وهو نوع من الرؤوس الحربية المتفجرة المُصمَّمة لإنتاج وإطلاق الشظايا عند الانفجار، وينطلق من منصة متحركة أو ثابتة يستغرق تحميلها نحو 5 دقائق، ويحلق بسرعة تصل إلى 3600 كيلومتر في الساعة، ويصل مداه إلى 100 كيلومتر.

يأتي ذلك كله في سياق إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية قبل عدة أيام إسقاط مقاتلة أميركية من طراز "إف 18" خلال استهدافها حاملة طائرات في البحر الأحمر، وذلك بعدما قالت واشنطن إن الطائرة سقطت بـ "نيران صديقة".

وصرح المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بأن جماعة أنصار الله أسقطت طائرة "إف 18" أثناء التصدي للطائرات الأميركية والبريطانية، مضيفا أنهم استهدفوا أيضا حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" وعددا من المدمرات التابعة لها، ونجحوا في إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن.

(الجزيرة نت)

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.