محاولات حوثية لتحويل أسواق صنعاء القديمة إلى مزارات شيعية ومخاطر تهديد التراث العالمي
في خطوة مثيرة للجدل، شرعت مليشيا الحوثي في تنظيم فعاليات دينية في سوق الحلقة والجامع الكبير بمدينة صنعاء القديمة، احتفالاً بما تزعم أنه ذكرى قدوم الهادي الطبطبائي إلى اليمن، الذي يدّعون أنه يوافق يوم الجمعة من شهر رجب. ووفقاً لمصادر محلية، تجمعت أعداد كبيرة من الحوثيين المتبنين للمذهب الاثني عشري في السوق، حيث يروجون لفعاليات دينية تهدف إلى تحويل المكان إلى مزار ديني على غرار قم والنجف، في تحدٍ للتاريخ المحلي.
وأشار البعض إلى أن المليشيا تحاول تقديم روايات مغلوطة حول تاريخ دخول الإسلام إلى اليمن، حيث زعموا أن الإمام علي بن أبي طالب قد دخل اليمن عبر سوق الحلقة، رغم أن المصادر التاريخية تؤكد أنه لم يصل إلى تلك المنطقة، بل إلى همدان في أطراف نجران فقط.
في الوقت نفسه، حذرت اليونسكو من مخاطر هذه التحركات التي تهدد الطابع التاريخي لمدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي، ورفضت المخططات الحوثية التي قد تؤدي إلى هدم بعض أسواق المدينة التاريخية بهدف بناء مزار ديني مخصص للإمام علي بن أبي طالب، وهو ما يؤكد الخطر الكبير على هذا المعلم التراثي.
ومن جهة أخرى، كشفت تقارير إعلامية عن مخطط حوثي لإنشاء مزار ديني في صنعاء القديمة على أنقاض أسواق تاريخية، بعضها يعود إلى آلاف السنين، ويأتي هذا في وقت أعلنت فيه هيئة الأوقاف الحوثية عن محاولاتها لإقناع أصحاب المحلات التجارية في سوق الحلقة ببيع محلاتهم مقابل تعويضات مالية، بغرض تنفيذ هذه المشاريع.
وفي اعتراف غير مسبوق، أكد وزير الثقافة في حكومة الحوثيين عبدالله الكبسي، المخطط الذي يهدف إلى تحويل أسواق صنعاء القديمة إلى مزارات شيعية على نمط المزارات في إيران والعراق. وتساءل العديد من المراقبين حول كيفية الحفاظ على هذا الإرث التاريخي وسط محاولات الحوثيين لتغيير معالم المدينة.
التعليقات