مركز المخا يحذر: استمرار الضربات الإسرائيلية يهدد ما تبقى من البنية التحتية اليمنية ويتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً
حذر مركز المخا للدراسات من خطورة استمرار الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية اليمنية، مشيراً إلى أن هذه الضربات تهدد ما تبقى من مقدرات الشعب اليمني وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وقال المركز في "تنبيه سياسي" صدر اليوم، تحت عنوان" الحاجة إلى تدخل دولي لمنع استهداف البنية التحتية في اليمن" إن الهجمات التي شنتها إسرائيل على مواقع حيوية في صنعاء والحديدة والصليف ورأس كثيب لا تقتصر على أهداف عسكرية، بل تمتد لتطال المرافق المدنية، متسببة في أضرار جسيمة قد تعمق معاناة اليمنيين بشكل غير مسبوق.
وأوضح المركز أن القصة بدأت في 15 نوفمبر 2024، بعد إعلان زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، استهداف السفن المتجهة نحو إسرائيل رداً على الحرب في غزة، الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوتر في المنطقة، وعلى إثر ذلك، وسع الحوثيون عملياتهم لتشمل جميع السفن، ما دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي لحماية التجارة في البحر الأحمر.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي يبرر الضربات الأخيرة بأنها تستهدف جماعة الحوثيين ومواقعهم العسكرية، إلا أن مركز المخا أكد أن الواقع يعكس صورة مغايرة، حيث تعرضت مطارات، وموانئ، ومحطات كهرباء لأضرار مباشرة، ملحقاً دماراً واسعاً بالبنية التحتية اليمنية المتضررة أصلاً من سنوات الحرب الطويلة.
وأشار التنبيه السياسي إلى أن اليمن يعاني منذ 2014 من تآكل تدريجي في مقدراته الوطنية، حيث قضت الحرب على المستشفيات والموانئ والمطارات، في وقت تعاني فيه محطات الكهرباء من تدمير مستمر، مما ضاعف الأزمة الإنسانية وفاقم الوضع الاقتصادي.
وذكر المركز أن تقارير دولية قدرت خسائر الاقتصاد اليمني بأكثر من 200 مليار دولار منذ بدء الحرب، محذراً من أن استمرار الضربات الإسرائيلية سيزيد من هذه الخسائر ويهدد بمحو ما تبقى من البنية التحتية.
وأوضح المركز أن الهجمات الأخيرة، بما في ذلك استهداف محطة رأس كثيب وخزانات وقود ميناء الحديدة في يوليو 2024، تسببت بخسائر تجاوزت 20 مليون دولار، بينما أدت الهجمات التي وقعت في ديسمبر إلى دمار مطار صنعاء ومحطات الكهرباء، وأسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين.
وأكد مركز المخا أن استهداف إسرائيل للمرافق الحيوية في اليمن يبدو وكأنه متعمد، حيث لم تقتصر الهجمات على المنشآت العسكرية بل امتدت إلى مرافق أساسية يعتمد عليها ملايين اليمنيين للبقاء على قيد الحياة.
ودعا المركز المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والضغط على إسرائيل لوقف استهداف البنية التحتية اليمنية، مشيراً إلى أن الصمت الدولي قد يؤدي إلى دمار شامل وانهيار ما تبقى من مقدرات اليمن، مما سيحول حياة الملايين إلى معاناة لا تنتهي.
وختم المركز بيانه بالقول إن اليمن بحاجة إلى تدخل دولي عاجل يضمن حماية منشآته الحيوية ويمنع تفاقم الكارثة الإنسانية، مؤكداً أن أي تأخير في التدخل قد يجر البلاد إلى كارثة لا رجعة فيها.
التعليقات