مركز أبحاث دولي يحذر: اليمن على شفير حرب أهلية شاملة مع بداية عام 2025
حذر المركز الدولي لمبادرات الحوار (ICDI) من خطر انزلاق اليمن إلى حرب أهلية شاملة، في ظل تصاعد الصراع في المنطقة وتبادل الهجمات بين جماعة الحوثي وإسرائيل.
في تحليل للباحثة غير المقيمة، أفراح ناصر، أشار المركز إلى أن العام 2024 كان عامًا محوريًا لديناميكيات القوة في اليمن، حيث رسخت جماعة الحوثي المسلحة دورها كقوة معطلة ومؤثرة على الساحة العالمية، وأوضح التحليل أن الحوثيين استغلوا سيطرتهم على شمال اليمن لتهديد الممرات الملاحية الحيوية في البحر الأحمر، مستهدفين السفن المارة بمضيق باب المندب منذ نوفمبر 2023.
كما أفادت ناصر بأن الحوثيين لم يتراجعوا عن تصعيد هجماتهم، بل زادوا من وتيرتها، مستهدفين المدن الإسرائيلية عبر طائرات مسيرة، مما يعكس مستوى غير مسبوق من القدرات العملياتية، على الرغم من الضربات الانتقامية التي شنتها إسرائيل، إلا أن الحوثيين واصلوا التصعيد، مما أدى إلى تعميق دورة العنف.
وتناولت الباحثة أيضًا حالة "محور المقاومة" في المنطقة، حيث تشير إلى أن النفوذ الإيراني يواجه تحديات كبيرة، وذلك بعد اغتيالات قادة حماس وحزب الله وأحداث سوريا، وتخشى ناصر من أن تراجع قدرة إيران على دعم الحوثيين قد يخلق فراغات في السلطة، مما يزيد من هشاشة موقف الحوثيين.
وفي ضوء الأحداث الأخيرة، أبرزت ناصر أن الجماعة تركز جهودها على الأعداء الخارجيين، مما ينعكس سلبًا على وضعها الداخلي، مشيرة إلى أن 19.5 مليون شخص قد يحتاجون إلى المساعدة في عام 2025، مع تصاعد معدلات انعدام الأمن الغذائي.
ورغم جهود السلام، لا تزال آفاق الحلول السياسية محفوفة بالمخاطر، مع تصاعد أعمال العنف وأزمات حقوق الإنسان، كما حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج من أن الوضع يتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار، مما يتطلب تحركًا عاجلاً للحيلولة دون الانزلاق إلى الفوضى.
وفي ظل هذا السياق، أعربت ناصر عن ضرورة أن يستغل المجتمع الدولي تراجع النفوذ الإيراني لدفع الحوثيين إلى إعادة تقييم مواقفهم والانخراط في محادثات سلمية، محذرة من أن العودة إلى الحرب الأهلية قد يكون أمرًا لا مفر منه إذا لم تتخذ خطوات فعالة للتعامل مع الأزمات الاقتصادية والسياسية الحالية.
التعليقات