خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
الكشف عن عبور أكثر من مليون مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال العقد الماضي


كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير مفصل عن تجارة تهريب المهاجرين عبر اليمن، موضحة أن هذا البلد، رغم الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة، لا يزال نقطة عبور رئيسة لأكثر من مليون مهاجر من القرن الأفريقي خلال العقد الماضي.

وأوضحت شبكة "إم إم سي" الدولية أن الطريق الشرقي عبر اليمن يُعد من أخطر طرق الهجرة، حيث يتعرض المهاجرون لانتهاكات جسيمة، تصل إلى حد القتل والاستغلال.

وعُرفت تجارة تهريب المهاجرين إلى اليمن بأنها تدر عائدات سنوية تبلغ نحو 30 مليون دولار، مما يجعلها مصدر دخل رئيساً لشبكات التهريب الناشطة من جيبوتي.

أشار التقرير إلى أن الطريق الشرقي، وخاصة عبر البحر الأحمر، خاضع لسيطرة شبكات التهريب، مما يزيد من خطورته مقارنة بطرق الهجرة الأخرى.

فقد لقي أكثر من 1300 مهاجر حتفهم غرقاً على هذا الطريق خلال العقد الماضي، فيما سُجلت نحو 400 حالة وفاة فقط في عام 2024، مما يجعله العام الأكثر دموية حتى الآن.

كما يربط التقرير بين تصاعد أنشطة التهريب وتدهور الأوضاع الأمنية في اليمن، حيث أدى النزاع المستمر إلى فراغ في الحكم، مما سمح بازدهار هذه الشبكات بشكل كبير.

ورغم الفجوات الكبيرة في البيانات حول تهريب البشر، بسبب التحديات الأمنية، تمكنت شبكة "إم إم سي" من جمع أدلة حول دور المهربين، حيث أظهرت الدراسة أن أكثر من 60% من المهاجرين دفعوا كامل المبلغ للمهربين قبل بدء رحلتهم، مما يعرضهم لمزيد من الاستغلال.

تبدأ رحلات الهجرة عبر الطريق الشرقي من إثيوبيا، مروراً بجيبوتي أو الصومال، ثم عبور البحر الأحمر إلى اليمن. وتعتبر المدن الساحلية مثل "أبوك" و"بوصاصو" نقاط انطلاق رئيسة.

يُظهر التقرير أن 75% من المهاجرين يستعينون بالمهربين، بينما أفاد 85% أنهم هم من بدأوا الاتصال بالمهربين. ومع ذلك، جميع المهاجرين تقريباً تعرضوا للتضليل من قبل المهربين، مما يؤكد الطبيعة الاستغلالية لهذه الرحلات.

وكشف التقرير أن 72% من المهاجرين يعتبرون أن المهربين هم المصدر الرئيسي للانتهاكات التي يعانون منها. ورغم أن 99% منهم أقروا بأن المهربين ساعدوهم في الوصول إلى اليمن، إلا أنهم وصفوهم كذلك بأنهم يشكلون تهديداً لحياتهم.

بلغ عدد المهاجرين الذين دخلوا اليمن عبر هذا الطريق في عام 2023 نحو 97 ألف شخص، متجاوزاً بذلك طرق الهجرة الأخرى مثل طريق وسط البحر الأبيض المتوسط. ويستمر متوسط عدد المهاجرين الذين يعبرون اليمن سنوياً في التراوح حول 100 ألف شخص منذ أكثر من عقد.

يؤكد التقرير أن الطريق الشرقي يبقى واحداً من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث يعاني المهاجرون من انتهاكات جسيمة تهدد حياتهم في ظل الصراع المستمر وانهيار المؤسسات في اليمن.


أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.