البنك المركزي المصري يطلق خدمة "آبل باي" ضمن جهود التحول إلى المدفوعات الرقمية
أطلق البنك المركزي المصري في الأشهر الأخيرة خدمة "آبل باي" للمدفوعات بالتعاون مع مجموعة من البنوك، في خطوة جديدة ضمن استراتيجية التحول الرقمي التي يتبناها القطاع المصرفي، تهدف هذه المبادرة إلى تقليل اعتماد المواطنين على الأوراق النقدية وتعزيز استخدام التقنيات المالية الحديثة.
ورغم أن دعم "آبل باي" جاء متأخراً، فإن القطاع المصرفي المصري كان قد بدأ خطوات ثابتة، منذ عدة سنوات، نحو التحول الرقمي، تمثلت هذه الخطوات في تقديم خدمات مالية متنوعة تستهدف جميع فئات المجتمع، مما يعكس اعتزام الحكومة على تيسير الوصول إلى تلك الخدمات.
على مدار العقد الماضي، شهد القطاع المصرفي في مصر تطورات ملحوظة، حيث أشار طارق محفوظ، مدير "فيزا مصر"، إلى أن جهود التحول الرقمي ساهمت في إدخال مفهوم المدفوعات الرقمية إلى شريحة واسعة من المواطنين، كانت غائبة عنهم حتى عام 2016، وقد تم اعتماد بطاقات الرواتب كوسيلة رئيسة لصرف الرواتب الحكومية، مع تسجيل أكثر من 5.8 ملايين موظف حكومي.
نجحت تلك المبادرات في الوصول إلى تحويل رقمي شامل، حيث تم إدخال أكثر من 48 مليون مواطن مصري إلى المنظومة البنكية الرقمية بحلول عام 2024، ومع ذلك، تظل هناك تحديات تتعلق بتوزيع الخدمات الرقمية بشكل متساوٍ في جميع مناطق البلاد، حيث يواجه سكان الأقاليم صعوبة في الوصول إلى تلك الخدمات مقارنة بالعاصمة.
كما أن إطلاق أول بنك رقمي مصري "تيلدا" في 2021، قد أعطى دفعة جديدة للقطاع، إلى جانب مجموعة من التطبيقات المالية الحديثة التي تهدف إلى تسهيل المعاملات المالية، وبحسب بيانات البنك المركزي، تم تنفيذ 1.5 مليار معاملة عبر تطبيق "إنستاباي" في عام 2024، مما يدل على الطلب المتزايد على هذه الخدمات.
ومع ذلك، تبقى نسبة 72% من العمليات المالية تعتمد على المعاملات الورقية، مما يعكس تفضيل جزء كبير من المواطنين للاعتماد على النقد، تواجه المنظومة الرقمية كذلك تحديات تتعلق بالأخطاء التقنية التي تؤثر على ثقة المستخدمين.
يتوقع أن ينخفض استخدام الأوراق النقدية في المستقبل مع دخول الأجيال الجديدة، كأبناء "الجيل زد" و"الجيل ألفا"، إلى سوق العمل، وذلك في إطار جهود الحكومة المصرية والشركات الخاصة لتعزيز الثقافة الرقمية لدى المواطنين.
التعليقات