من صعدة إلى صنعاء: دور الزينبيات في تعزيز الهيمنة الحوثية وقمع اليمنيات
في خفايا المشهد اليمني، تظهر كتيبة نسائية تُدعى "الزينبيات" كإحدى أبرز وأسرع أدوات مليشيا الحوثي في القمع والمراقبة. هذه القوة النسائية المسلّحة تمثل ذراعًا استخباراتيًا وأمنيًا مهمتها تنفيذ الأعمال القمعية، ومراقبة الخصوم، بالإضافة إلى نشر الأيديولوجيا الحوثية في المجتمع اليمني، الذي كان تقليديًا يشهد عزوفًا نسائيًا عن التدخل في الشؤون الأمنية.
تتكون الزينبيات من آلاف النساء والفتيات من الطبقات المهمشة، وخصوصًا من ذوات الأصول الأفريقية. تم تجنيدهن وتدريبهن على يد خبراء من الحرس الثوري الإيراني في اليمن، وبعضهن تلقين تدريبًا إضافيًا في لبنان وإيران. تأسست هذه الكتيبة في محافظة صعدة قبل أكثر من عقد من الزمن، وشاركت في الحروب الست ضد الدولة، لكن دورها زاد تأثيرًا بشكل ملحوظ بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014.
تنقسم الكتيبة إلى أربع وحدات متخصصة: عسكرية، إلكترونية، احتجاز، وتجسس وقائي، وهي تحت إشراف زوجات وأقارب قادة حوثيين. تعد وحدة التجسس من أخطر هذه الوحدات، حيث تعمل على اختراق التجمعات النسائية التي يصعب على الرجال دخولها، مما يعزز قدرة الحوثيين على جمع المعلومات والتجسس على المعارضين، مما يمدهم بنفوذ اجتماعي كبير.
لم تقتصر أنشطة الزينبيات على القضايا الأمنية فقط، بل شاركن أيضًا في اقتحام المساجد، تجنيد النساء والأطفال، وتنظيم محاضرات أيديولوجية تروج للجماعة وفرض إيديولوجيتها بالقوة. كما تورطن في مداهمة حفلات التخرج وفضّ الاحتفالات المختلطة، بالإضافة إلى ملاحقة الناشطات واحتجازهن في سجون سرية.

التعليقات