حملة اختطافات وقمع في صنعاء لمدنيين وعسكريين بتهمة التخابر
في تصعيد جديد يعكس ارتباك مليشيا الحوثي بعد تلقيها ضربات جوية دقيقة، شنت الجماعة خلال الأيام الماضية حملة قمع واختطافات موسعة في صنعاء ومحيطها، على خلفية تسريب مقطع مصوّر يوثّق لحظة انفجار مصنع “السواري” للأسلحة، الذي استُهدف بغارة أمريكية، ما فضح زيف الرواية الحوثية التي زعمت أن الموقع مدني.
وبحسب مصادر محلية وحقوقية نفذ جهاز الأمن والمخابرات الحوثي مداهمات ليلية لقرى في مديرية بني مطر، حيث اعتقلت العشرات من المدنيين بينهم عناصر في الدفاع المدني ممن هرعوا للموقع عقب الغارة؛ ووجهت لهم الجماعة تهمة تصوير أو تداول المقطع المصوّر الذي أثار ضجة واسعة على وسائل التواصل، فيما خضع المختطفون لتحقيقات قاسية شملت تفتيش هواتفهم وتفريغ محتوياتها، قبل الإفراج عن بعضهم ونقل آخرين إلى جهات مجهولة وسط مخاوف من تعرضهم للتعذيب أو الاختفاء القسري.
وبالتزامن، شنت المليشيا حملة موازية من الاعتقالات طالت أكثر من 60 ضابطاً وجندياً سابقين في صنعاء، معظمهم ممن عادوا من مناطق الحكومة الشرعية بعد أن استدرجتهم الجماعة بوعود "عفو عام"؛ ووفقاً للمصادر نفذت المداهمات بشكل مفاجئ، ووجهت للمختطفين اتهامات بالتخابر وتسريب معلومات عسكرية عن مواقع الجماعة، ما يعكس تصاعد قلق الحوثيين من اختراقات أمنية داخلية، خاصة في ظل الضربات الأمريكية المركزة والحديث المتنامي عن احتمال معركة وشيكة لاستعادة صنعاء.
في السياق أبدى أهالي المختطفين خشيتهم من تعرّض أبنائهم للتعذيب أو استخدامهم كدروع بشرية في سجون معرضة للقصف، مطالبين بالكشف عن مصيرهم وضمان سلامتهم.. وتترافق هذه الحملات مع تصعيد في خطاب الجماعة الأمني وحملة تعتيم واسعة على جرائمها بحق المدنيين، وسط تزايد حالة السخط الشعبي والتوتر الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتعكس هذه التحركات وموجة القمع المتصاعدة هشاشة السيطرة الأمنية للجماعة، في وقت تتعرض فيه لضغوط دولية متصاعدة وعمليات استهداف جوي مركّزة.

التعليقات