خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين


السعودية والسجادة الأرجوانية.. دبلوماسية ناعمة بلون اللافندر

في مشهد استعراضي مهيب في العاصمة السعودية الرياض، وبينما كانت المقاتلات الحربية ترسم في السماء تحايا الشرف، وقف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بابتسامة واثقة. لكن ما لفت الأنظار لم يكن في السماء، بل على الأرض — سجادة أرجوانية غامضة، كسرت تقاليد البروتوكول العالمي الذي يعتمد الأحمر لونًا رسميًا لاستقبال الزعماء.

رسالة لونية من جبال عسير إلى قصور السياسة

السجادة لم تكن مجرد زينة، بل رمزٌ دقيق محمّل بالرسائل الثقافية والسياسية. فبحسب تقارير ومصادر ثقافية سعودية، استُوحي اللون الأرجواني من الطبيعة الخلابة في منطقة عسير، حيث تُزهِر الأرض كل ربيعٍ ببساط ساحر من زهور اللافندر البري، في مشهد لا يتكرر إلا لأسبوعين فقط في السنة.

هذا اللون، الذي لطالما ارتبط بالملوك والأباطرة عبر التاريخ، اختارته المملكة لتقول للعالم: "نحن نصنع الفخامة من أرضنا، ونُعيد تعريف البروتوكول من جذورنا."

زخارف "السدو".. تاريخ في قلب الحداثة

ولم تقتصر الرمزية على اللون فقط. فالسجادة الأرجوانية زُيّنت بنقوش مستوحاة من فن السدو البدوي، وهو نسيج تقليدي يُصنع من صوف الإبل، أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الإنساني غير المادي.

إنها رسالة ناعمة تقول إن الحداثة السعودية لا تقتلع التاريخ، بل تُعيد تقديمه للعالم بهوية بصرية مبهرة.

دبلوماسية اللون: من بايدن إلى بوتين

السجادة الأرجوانية لم تُفرش لترامب وحده. فمنذ عام 2021، باتت السعودية تعتمد هذا اللون لاستقبال الزعماء الدوليين، ومنهم الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اختيارٌ يبدو جزءًا من رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز ثقافي وسياحي عالمي، بأدوات ناعمة تتجاوز الخطاب السياسي التقليدي.

خلف الكواليس.. صناعة الرمز

وراء هذه التفاصيل، يقف فريق سعودي يعمل بهدوء: مصممون دمجوا فن السدو بروح العصر، ومؤرخون بحثوا في دلالات الألوان الملكية، ومهندسو بروتوكول خططوا لكل خيط ولون بدقة، حتى تحولت كل زيارة رسمية إلى فرصة لعرض الهوية السعودية بطريقة إبداعية وراقية.

هل انتهى عصر السجادة الحمراء؟

ربما يكون الجواب "نعم". فالسعودية نجحت، من خلال سجادة، في إثارة فضول العالم، وتثبيت مكانتها كقوة ناعمة تعرف كيف تمزج بين الأصالة والحداثة، وتعيد تعريف رموز البروتوكول العالمي بأسلوبها الخاص.

السجادة الأرجوانية ليست مجرد قطعة قماش، بل رسالة مشفّرة تقول: "المملكة تعرف ثمن مكانتها.. وتعرف كيف تُظهره."

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.