تقرير يحذر من الخطر الذي تواجهه "سقطرى اليمنية" بفعل الصراع
قال تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" (AP News) إن جزيرة سقطرى اليمنية، المعروفة بتنوعها البيولوجي الفريد وأشجار دم الاخوين الشهيرة، تواجه تهديدات متزايدة جراء تغير المناخ والرعي الجائر من قبل الماعز الغازي، ما يُهدد بانهيار نظامها البيئي.
وأضاف التقرير أن سينا كيباني، وهي من سكان الجزيرة وتدير مشتلًا عائليًا لحماية هذا النوع النباتي، أكدت أن "رؤية الأشجار تموت أشبه بفقدان أحد أطفالك"، في إشارة إلى التدهور الحاد في أعداد هذه الأشجار التي لا تنمو إلا في سقطرى.
وتشتهر أشجار دم الاخوين بمظهرها الفريد الذي يشبه المظلة وعصارتها الحمراء الداكنة، وقد أصبحت رمزًا طبيعيًا للجزيرة التي تُقارن في تنوعها بجزر غالاباغوس. إلا أن الأعاصير المتزايدة الشدة، بحسب التقرير، أدت إلى اقتلاع آلاف الأشجار المعمّرة، لا سيما في أعوام 2015 و2018.
وأوضح التقرير أن الماعز المنتشر في الجزيرة يمثل تهديدًا خفيًا آخر، إذ يلتهم الشتلات قبل أن تنمو، مما يحول دون تجدّد الغابة، خاصة وأن نمو شجرة دم الاخوين بطيء للغاية.
وأكد آلان فورست، الباحث في مركز نباتات الشرق الأوسط، أن معظم الغابات التي تم مسحها "لا تحتوي على أشجار صغيرة أو شتلات"، وهو ما يشير إلى مستقبل غامض لهذا النوع النباتي.
وأكد آلان فورست، الباحث في مركز نباتات الشرق الأوسط، أن معظم الغابات التي تم مسحها "لا تحتوي على أشجار صغيرة أو شتلات"، وهو ما يشير إلى مستقبل غامض لهذا النوع النباتي.
وصرّح كاي فان دام، عالم الأحياء البلجيكي المتخصص في سقطرى، قائلاً: "عندما تفقد الأشجار، تفقد كل شيء – التربة، والماء، والنظام البيئي بأكمله"، محذرًا من أن انقراض الأشجار قد يحدث خلال بضعة قرون إذا لم يُتخذ أي إجراء.
وأشار التقرير إلى أن الجهود المحلية لحماية البيئة تواجه تحديات كبيرة بسبب الحرب الأهلية في اليمن. وقال عبد الرحمن الإرياني، مستشار في شركة "جلف ستيت أناليتيكس"، إن الحكومة اليمنية تواجه أزمات عديدة تحول دون إعطاء أولوية للقضايا البيئية.
كما دعا سامي مبارك، مرشد سياحي في الجزيرة، إلى تمويل مشاتل أكثر استدامة، مشيرًا إلى أن "الأسوار المؤقتة لا تصمد أمام الرياح"، ومؤكدًا أن الجهود المحلية وحدها لا تكفي ما لم يتم دعمها من الحكومة والجهات الدولية.

التعليقات