ورقة تحليلية: لماذا غابت اليمن عن زيارة ترامب للمنطقة؟
تطرّقت ورقة تحليلية صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية إلى الأسباب التي دفعت بالملف اليمني إلى الخلفية خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، خلال شهر مايو 2025، رغم تصاعد التوترات الأمنية في البحر الأحمر والضربات العسكرية الأمريكية الواسعة لمناطق سيطرة الحوثيين.
وقالت الورقة إن تجاهل الأزمة اليمنية أثار استغراب وحنق العديد من اليمنيين، خصوصًا مع آمالهم بأن تُشكّل الزيارة منطلقًا لعملية عسكرية حاسمة ضد الحوثيين، تشارك فيها دول المنطقة بدعم أمريكي مباشر، على غرار ما حدث في سوريا.
وأوضحت الورقة أن الزيارة، التي امتدت يومي 13 و14 مايو، تمحورت حول ملفات اقتصادية بالدرجة الأولى، إذ أُبرمت صفقات استثمارية وعسكرية تتجاوز قيمتها 2 تريليون دولار، الأمر الذي دفع بقضايا ذات طابع أمني وإنساني، كالملف اليمني، إلى هامش الأولويات.
كما أشارت الورقة إلى أن الرئيس ترامب أعلن في خطاباته عن رفع العقوبات عن النظام السوري بعد لقائه بالرئيس السوري الجديد، فيما لم يُتح لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، د. رشاد العليمي، أي دور معلن أو لقاء رسمي، رغم تواجده في الرياض أثناء الزيارة.

وتوقفت الورقة عند تحولات مهمة في المشهد الإقليمي خلال العام الماضي، أبرزها الانهيار المفاجئ لنظام الأسد في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني، وتصاعد المزاج الشعبي العربي الداعم لإنهاء الانقلاب الحوثي. كل هذه العوامل خلقت توقعات بأن تكون اليمن في صدارة أجندة الزيارة، إلا أن الواقع خالف تلك التوقعات.
وأكدت الورقة أن أحد الأسباب الجوهرية لتراجع الملف اليمني هو النهج التبادلي الذي تتبعه إدارة ترامب، والذي يركز على المكاسب المباشرة والصفقات السريعة، بالإضافة إلى رغبة السعودية – على ما يبدو – في إبقاء الملف في حالة جمود مؤقت، ربما في انتظار ظروف أكثر ملاءمة.
كما رصدت الورقة ما وصفته بـ"الطبيعة الأمنية المغلقة" للملف اليمني، ما قد يكون سببًا آخر لغيابه عن التصريحات العلنية، رغم أن المؤشرات تؤكد أنه كان حاضرًا في اللقاءات الثنائية المغلقة.
واختتمت الورقة بالإشارة إلى أن الأزمة اليمنية تظلّ واحدة من أعقد الملفات في المنطقة، ولا يمكن القفز عليها أو تجاهلها طويلًا، خاصة مع استمرار الحوثيين في تهديد الملاحة الدولية، وتوسع نطاق الصراع في البحر الأحمر.

التعليقات