هائل سعيد أنعم وإخوانه وعلي محمد سعيد أنعم.. القيم التي تبني النجاح
النجاح الحقيقي للمغفور له، بإذن الله تعالى، الحاج هائل سعيد أنعم، ليس في المال ولا في قصص النجاح فقط، وإنما فوق ذلك بالقيم التي رسخها هو وإخوانه.. ومن بعدهم إبن أخيه علي محمد سعيد، وابناء عمومته ثم أبناؤهم ليتوارثوها، جيلًا عن جيل.
هذا ما تستنتجه وأنت تشاهد فيديو متداول على السوشال ميديا لفتحي عبدالواسع، وتسمعه وهو يتحدث عن مسيرة المجموعة ورائدها الأول هائل سعيد، وابن أخيه علي محمد سعيد الذي يعد رجل الأعمال الأول في الاقتصاد اليمني، بعد عمه الحاج هائل سعيد أنعم.
يتحدث فتحي عبدالواسع عن الرؤية الثاقبة لعلي محمد سعيد، وكيف استبق قانون التأميم بعدن ليفتح فروعًا لشركة العائلة، التي أسست بمدينة عدن، وانطلقت من أهم شوارعها (المعلا)، بدكان صغير عام 1938، ثم متجر جملة عام 1943.
وبصدور قانون التأميم عام 1969م، نجت المجموعة برؤية علي محمد سعيد، التي تم إفتتاحها بمناطق ما كان يسمى "الشمال"، وكان ذلك في عام 1950.
وكأنه حدث نفسه، برؤية ثاقبة للمستقبل، : بأن التواجد في مدن أخرى سيكون أقرب للنجاة من المخاطر.
إنه رمزً للتحدي والإصرار، وُلد في بيئة بسيطة، حيث واجه صعوبات اقتصادية منذ صغره. ومع ذلك، كانت لديه رؤية واضحة، وطموح كبير للنجاح.
اشتغل علي محمد سعيد مبكرا مع عمه في الصومال وهو في الحادية عشرة من عمره ثم عاد مع عمه ليؤسسا مع بقية افراد الاسرة النشاط التجاري، وتشكلت شخصيته في التجارة والصناعة، والعمل الوطني منذ سنوات عمره الأولى، حيث شغل عضوية مجلس قيادة الثورة، وهو أحد مؤسسي البنك اليمني للإنشاء والتعمير ورئيسا له، وتولى بعض الوزارات، وكانت وزارة الصحة من الوزارات التي تولى إدارتها.
هكذا تجسدت رؤيته، لتستقر تجارة الشركة وتشرق المجموعة على اليمن كله، ولتنطلق وتتوسع إلى أكثر من 34 دولة حول العالم، في شتى المجالات.
واجهت المجموعة العديد من التحديات، خصوصًا في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة في اليمن، لكن خبيرها وقائد تحولها مع رفيق دربه وابن عمه المرحوم احمد هائل سعيد وخصوصًا منذ بداية السبعينيات، استخدم تلك التحديات كفرص للنمو، مستثمرًا في الابتكار والتكنولوجيا لتحسين الإنتاج، وزيادة الكفاءة.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه اليمن، استطاعت المجموعة توسيع نشاطها واستكشاف أسواق جديدة في المنطقة، وبرئاسة علي محمد سعيد لعبت المحموعة دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل للعديد من الشباب.
أنشئ مصنع أسمنت الوطنية، وكانت فرحته غامرة؛ كون المجموعة اقتحمت غمار الاستثمار في هذا المجال، ولطالما حلم بأن تكون المجموعة رائدة بهذا المجال.
واقتداء بعمه الراحل الحاج هائل سعيد؛ أولى الشيخ علي محمد سعيد، ومعه ابن عمه احمد هائل سعيد اهتمامًا خاصًا للمسؤولية الاجتماعية، إذ تسهم المجموعة في العديد من المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تحسين حياة الناس في المناطق المحيطة.
لقد أولت المجموعة اهتمامًا كبيرًا، لبناء الكادر وتطوير مهارات العاملين. ومنها تخرجت قيادات إدارية اشتغلت في مؤسسات أخرى، ولمعت وأنجزت.
في هذا المضمار فإن بيت هائل هم أول من أنشأ معهدًا للتدريب المهني، وقد سبقوا الحكومة في هذا النوع من التعليم.
وهكذا أصبحت المجموعة تصنف في قائمة أكبر المجموعات التجارية والصناعية على مستوى المنطقة، بل ورائدة في مجالات متعددة، بما في ذلك الصناعات الغذائية والمشروبات، ومواد البناء والخدمات والاستثمار، مما جعلها كيانًا مؤثرًا، وجزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد اليمني.
قصة علي محمد سعيد تُظهر لنا أن الإصرار والعمل الجاد، يمكن أن يحقق الإنجازات الكبيرة، وأنه مثال يحتذى به لكل من يسعى لتحقيق أحلامه، مهما كانت الظروف. ومن خلال رحلته الملهمة، يثبت الجميع ويدفعهم للإيمان بأن النجاح ممكن، مهما كانت التحديات.
أحد الأصدقاء حدثني ذات مرة كيف استقبله علي محمد سعيد عندما عاد من زيارة عمل ناجحة لإحدى الدول، وكيف قام لمصافحته، كأنهما في مباراة رياضية سجل أحدهما هدفًا تاريخيًا بنجاح.
جيلًا بعد جيل، للمجموعة دستور وقيم، ومنها خمسة مبادئ معروفة، تعد ضمن المنهجية المتبعة لكل من ينتسب لشركاتهم، وهي: الصدق، الأمانة، الإخلاص، المثابرة، والولاء لله ثم الوطن؛ وتنسب هذه المنهجية لفلسفة علي محمد سعيد، ورؤيته في الإدارة.
محطات ومواقف كثيرة رواها لي أصدقائي بالمجموعة عن مسيرة نجاح، ومعلومات وشهادات مهمة، منها مقال خاص لإفتتاحية مجلة "الاستثمار" بقلم: علي محمد سعيد، عدد مايو 2008،ولأن الأشياء والأزمنة تحضر وتبقى في الذاكرة، جاء هذا المقال.

التعليقات