قال مواطنون في مدينة تعز، أن قوات تابعة للجيش الوطني الموالي للشرعية، قامت بإغلاق آخر منفذ أمام سكان المدينة، دون إبداء أي أسباب، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم المستمرة، حسب قولهم.

وأقدمت قوات عسكرية تابعة للواء 35 مدرع بقطع خط الأقروض الواقع جنوب مدينة تعز، والذي يصل بين المدينة ومنطقة الحوبان، ولا زالت تواصل قطعه منذ أسبوعين.

وأبدى المواطنون في تعز استغرابهم مما أقدمت عليه قوات اللواء 35 مدرع، في الوقت الذي ينتظرون فيه استكمال التحرير ورفع الحصار المفروض على المدينة منذ أربع سنوات من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وتسبب قطع الطريق، بدون أي مبرر، أمام المسافرين والمواد الغذائية، بمضاعفة معاناة المواطنين المسافرين، كما تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضروات بشكل كبير داخل المدينة بسبب المرور بطرق جبلية أكثر وعورة وأطول مسافة.

وعقب قطع الطريق من قبل قوات اللواء الذي يقوده العميد عدنان الحمادي، يضطر المسافرون والشاحنات بالمرور عبر طرق وعرة وطويلة تصل الى 7 ساعات متواصلة، بدلا من 4 ساعات عبر طريق الأقروض، وأصبحوا يمرون بمديريات سامع و المواسط والنشمة، مما أدى إلى زيادة معاناة المواطنين أضعافا مضاعفة، وتسبب بارتفاع سعر الإيجار بسبب المسافة الطويلة.

ويأتي قطع طريق الأقروض عقب قيام مكتب الأشغال بالمحافظة بصيانتها والعمل على توسيعها للحد من الازدحام، وللتخفيف من معاناة المسافرين.

ومؤخرا توفى شخص وأصيب 8 آخرين، جراء حادث انقلاب سيارة في الطريق الجبلية الوعرة، التي لجأ اليها السكان عقب قطع اللواء لمنفذ الأقروض.

وعقب مناشدات أطلقها المواطنون لفتح الطريق، أصدر محافظ المحافظة نبيل شمسان، قرارا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول إشكالية إغلاق منفذ "الأقروض" بمديرية المسراخ.  

وتضم اللجنة المشكلة وكيل المحافظة الدكتور عبد الحكيم عون، ومدير مكتب النقل بالمحافظة محمد النقيب، ومدير مديرية المسراخ يحيى إسماعيل السبئي.

وأثناء توجه اللجنة الى المنطقة لتقصي الحقائق، أقدمت قوات اللواء 35 مدرع، على منعها من الدخول للتحقيق في أسباب قطع اللواء للطريق العام في الأقروض، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول من يتحمل مسؤولية التورط بقطع الطريق.

فاروق الجعفري، أحد قيادات اللواء 35 والذي يسيطر أفراده على المنطقة، اعترف ضمنيا بقطع الطريق، تحت ذريعة تدابير أمنية.

وقال الجعفري في تصريحات صحفية، إنه ينفذ أوامر قيادة اللواء، وفي حال صدرت توجيهات جديدة (بفتح الطريق) سيقوم بتنفيذها على الفور.

وعن سبب قطع الطريق، أوضحت مصادر مطلعة ان اجتماعا سابقا ضم أعيان من أبناء المنطقة وضباط من اللواء 35 مدرع، ناقش أسباب إغلاق الطريق، وتبين أن الأمر يعود إلى رغبة اللواء في توجيه المسافرين عبر منطقة النشمة حيث تتواجد نقطة فرض الجبايات التابعة للواء.

اللواء 35 مدرع ورغم منعه اللجنة الحكومية لتقصي الحقائق من الوصول الى المنطقة، أصدر بيانا يهاجم وسائل إعلام تابعة للشرعية، بسبب ما قال انها تروج اشاعات واتهامات تحمل اللواء ٣٥ مدرع قطع خط الاقروض لتشويه سمعة اللواء".

وقال بيان اللواء، إن " المليشيات الحوثية قامت بزرع الألغام والعبوات الناسفة في قرى الأقروض والطرق الرئيسية ومزارع المواطنين مما تسبب بقطع طريق الاقروض أمام المواطنين"، وهو ما ناقضه تقرير شرطة المسراخ الخاضعة للشرعية، والذي أكد ان اللواء هو من يقوم بقطع الطريق.

وتضمن التقرير الأمني الذي رفعه مدير الشرطة بمديرية المسراخ التي تمر عبرها الطريق، إلى مدير عام الشرطة بالمحافظة تفاصيل تحركات اللجنة المذكورة، واعتراضها في نقطة "الأحياد" بعزلة الأقروض من قبل قيادة وأفراد الجبهة هناك، التابعين للواء 35 مدرع.

وقال التقرير الأمني بأن اللواء المذكور مستمر "بقطع خط الأقروض، الواصل بين تعز والحوبان، منذ أسبوعين، أمام المسافرين والمواد الغذائية دون أي مبرر يذكر".

ويأمل المواطنون أن تقوم السلطة المحلية وقيادة محور تعز بالعمل على وقف تصرفات اللواء غير الانسانية، وفتح الطريق أمام المسافرين والمواد الغذائية، ووضع حد للمعاناة.