سقوط عشرات الأطفال مغشيًا عليهم في معسكرات حوثية بإب
في انتهاك صارخ لحقوق الطفل والكرامة الإنسانية، تعرّض عشرات الفتيان لحالات إغماء جماعي في محافظة إب، بعد أن حرمتهم مليشيا الحوثي من الطعام والماء وأجبرتهم على أداء عروض عسكرية ضمن معسكراتها الصيفية ذات الطابع الطائفي.
وقالت مصادر محلية إن أكثر من 100 طفل نُقلوا إلى المستشفيات بحالة صحية متدهورة بعد مشاركتهم القسرية في عرض عسكري أُقيم داخل حرم جامعة إب، حيث سقط بعضهم قبل العرض من شدة الإعياء، فيما انهار آخرون أثناء الاستعراض، نتيجة الحرمان المتعمد من الطعام والماء لساعات طويلة.
وأوضحت المصادر أن المليشيا لم تكتفِ بحرمان الأطفال من أبسط حقوقهم، بل أجبرت المستشفيات على استقبالهم ومعالجتهم مجانًا، مهددة باتخاذ إجراءات عقابية ضد أي كادر طبي يرفض ذلك.
الحادثة تفضح حجم الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي بحق الطفولة في اليمن، حيث تحوّلت المعسكرات الصيفية، التي يُفترض أن تكون فضاءات تربوية وترفيهية، إلى أدوات للاستقطاب الطائفي، وغرف تعبئة أيديولوجية، وساحات إعداد عسكري وتجنيد قسري للأطفال.
كما تؤكد هذه الانتهاكات استمرار المليشيا في استغلال المدارس والجامعات لتحويلها من مؤسسات تعليمية إلى منصات لنشر الأفكار المتطرفة وثقافة الكراهية، وتقويض التعليم في اليمن عبر التطييف المنهجي للنشء وتفكيك النسيج الاجتماعي.
وتثير هذه الممارسات قلقًا واسعًا بين أولياء الأمور والناشطين، الذين يحذرون من استمرار تحويل الأطفال إلى ضحايا دائمة في مشاريع العنف والتعبئة الطائفية، وسط غياب تام للمساءلة الدولية.

التعليقات