تقرير إسرائيلي صادم: إسرائيل تسمح بقتل 100 مدني مقابل اغتيال هدف واحد في غزة
في تحقيق لاذع نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وجه الكاتب والمحلل العسكري ياجيل ليفي اتهامات مباشرة للقيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، مشيرًا إلى أنها أقرت ضمنيًا سياسة تسمح بقتل ما يصل إلى 100 مدني فلسطيني خلال محاولة اغتيال قيادي بارز في حماس، في سابقة تسلط الضوء على منهجية العنف الموجه ضد المدنيين في قطاع غزة.
وفي مقاله المعنون بـ"شباشبهم، هواياتنا"، اعتبر ليفي أن كلاً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والجنرال السابق يائير غولان مارسا نوعًا من "التناسي المتعمد" لما وصفه بـالطبيعة المنظمة للعنف الإسرائيلي، وتجاهلا المسؤولية الأخلاقية المترتبة على سياسات الجيش في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023.
وبحسب ليفي، لم تكن أرقام الضحايا المدنيين نتيجة انفلات أو أخطاء فردية، بل جاءت وفق معايير عسكرية محسوبة وضعت مسبقًا، تسمح بقتل 20 مدنيًا مقابل عنصر مسلح، وتصل إلى 100 مدني مقابل قائد بارز. وأضاف أن هذه الأرقام لم تُترك للصدفة، بل جرت برعاية قانونية ومؤسسية داخل أروقة الجيش والحكومة، ما يجعل الحديث عن "أخطاء معزولة" أو "زلات لسان" خطابًا مضللًا يهدف إلى التملص من المسؤولية.
وهاجم ليفي محاولة نتنياهو تقديم هجمات السابع من أكتوبر على أنها عفوية وبأدوات بدائية – كما قال في تصريحه "هاجمونا بالشباشب والكلاشينكوف" – معتبرًا أن هذا التصوير يتجاهل الطابع المنظم لهجوم حماس، الذي بُني على سنوات من الإعداد والتخطيط. وأضاف أن نتنياهو تجاهل فشله في احتواء تعاظم قوة حماس، مفضلاً تسويق صورة المهاجمين كـ"حفاة متقلبين" بدلًا من وصفهم كمقاتلين منظّمين.
في المقابل، اتهم الكاتب الجنرال يائير غولان، المعروف بخطابه الليبرالي، بالتواطؤ مع هذا المنهج حين تحدث عن أن "الجيش لا يقتل الأطفال كهواية"، وهو تصريح يراه ليفي محاولة لتبرئة المؤسسة العسكرية من القتل المنهجي، رغم أن غولان كان جزءًا من القيادات التي وضعت هذه القواعد خلال حروبه السابقة ضد غزة.
وسلط الكاتب الضوء على محاولات يسار الوسط الإسرائيلي تحميل مسؤولية الانتهاكات الميدانية للجنود ذوي "الياقات الزرقاء" – أي القادمين من خلفيات دينية وشعبية – متجاهلين أن القرارات تُتخذ من قِبل القيادة العسكرية العليا التي تضم شخصيات من التيار الليبرالي نفسه.
ووصف ليفي هذه المحاولات بأنها تنصّل جماعي من المسؤولية السياسية والأخلاقية، في ظل ما اعتبره فشلًا ذريعًا للجيش الإسرائيلي في صد هجمات أكتوبر، وتعاظم ظاهرة "إطلاق النار بدافع الانتقام" أو "صناعة البطولة الزائفة" التي يتم توثيقها ونشرها من قبل الجنود أنفسهم عبر وسائل التواصل.
اختتم ليفي مقاله بالتأكيد أن خطابات نتنياهو وغولان، على اختلاف نبرتها، تخدم نفس الهدف: التهرب من المحاسبة. فبينما يسخر الأول من "الشباشب"، ويتظاهر الثاني برفض القتل "كهواية"، فإن كليهما يتجاهل الأساس الحقيقي للمشكلة: وجود منظومة عسكرية وسياسية تسمح صراحة باستهداف المدنيين لتحقيق أهداف ميدانية، وهو ما يمثل – وفق تعبير ليفي – فشلاً أخلاقيًا وعسكريًا مزدوجًا لا يمكن التستر عليه بزلات لسان أو شعارات طهارة السلاح.
ماهي حقيقة الحوثي ؟ للشاعر ناصر العشاري
التعليقات