الصحف الغربية تحذر.. ترامب يلعب بالنار في لوس أنجلوس
تواصل الصحف الأميركية والبريطانية تحذيراتها من ما وصفته بـ"المنزلق الخطير" الذي تشهده الولايات المتحدة، بعد قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إرسال قوات فدرالية إلى مدينة لوس أنجلوس لقمع الاحتجاجات المناهضة لحملات ترحيل المهاجرين غير النظاميين.
وشهدت المدينة احتجاجات واسعة خلال الأيام الماضية، وسط غضب شعبي من عمليات المداهمة والاعتقالات التي تنفذها وكالة الهجرة والجمارك (ICE). لكن تدخل الجيش الفدرالي فاقم الوضع، بحسب مراقبين، وأثار تساؤلات دستورية وأمنية حول مستقبل الحريات في البلاد.
واشنطن بوست: استفزاز مفرط
في افتتاحيتها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن "أعمال الشغب لا تبرر عسكرة المدن"، مشيرة إلى أن قرار ترامب إرسال وحدات من مشاة البحرية لم يكن ضروريًا، بل زاد من حدة التوتر وقد يُطيل أمد الاضطرابات.
ورأى الكاتب ماكس بوت، في مقال بالصحيفة نفسها، أن ترامب "يلعب بالنار"، مذكّرًا بحادثة بوسطن عام 1770 حين أطلق الجنود البريطانيون النار على متظاهرين أميركيين، وهي الشرارة التي فجّرت الثورة الأميركية.
رايش: دولة ترامب البوليسية بدأت تتشكل
وفي مقال تحليلي بصحيفة الغارديان البريطانية، كتب وزير العمل الأميركي الأسبق روبرت رايش أن الولايات المتحدة باتت على أعتاب التحول إلى "دولة بوليسية" بقيادة ترامب، مشيرًا إلى خمس خطوات تنفذها الإدارة، تبدأ بإعلان الطوارئ لأسباب مشكوك فيها، وتصل إلى احتمال فرض الأحكام العرفية.
وأضاف رايش أن ما يجري ليس تصرفًا عابرًا، بل جزء من بنية سلطوية يجري بناؤها بسرعة استعدادًا لمواجهة أي معارضة مدنية أو سياسية مستقبلية.
"الرئيس المتنمّر"
أما صحيفة إندبندنت البريطانية، فقد وصفت ترامب في افتتاحيتها بأنه "الرئيس المتنمّر"، مؤكدة أن إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس لم يكن خيارًا اضطراريًا بل رغبة واضحة في فرض الهيمنة بالقوة.
قلق قانوني ودستوري
بدورها، تناولت صحيفة بوليتيكو الأميركية الجدل الدستوري المرافق لهذه الإجراءات، مشيرة إلى أن القانون الذي استند إليه ترامب يتطلب مشاورة أو موافقة حاكم الولاية، وهو ما لم يحدث، ما يفتح الباب أمام طعن قانوني محتمل في شرعية التدخل.
وأكد محللون للصحيفة أن تصرفات ترامب تمثل تهديدًا لفكرة الحكم الذاتي المحلي التي تشكل أحد أعمدة النظام الفدرالي في الولايات المتحدة.
ميدانيًا، لا تزال الاحتجاجات مشتعلة في لوس أنجلوس، حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "المهاجرون هم عمادنا!" و "أوقفوا آيس!"، في رسالة واضحة بأن الغضب الشعبي يتزايد رغم محاولات القمع.
وتبقى التساؤلات قائمة: هل تعيش الولايات المتحدة لحظة مفصلية في تاريخها السياسي؟ وهل تتحول مؤسسات الحكم إلى أدوات سلطوية؟
الإجابات قد تتضح خلال الأيام المقبلة، لكن ما هو مؤكد أن الاحتجاجات تجاوزت مجرد أزمة هجرة، لتصبح صراعًا على شكل الدولة ومستقبلها الديمقراطي.
الإجابات قد تتضح خلال الأيام المقبلة، لكن ما هو مؤكد أن الاحتجاجات تجاوزت مجرد أزمة هجرة، لتصبح صراعًا على شكل الدولة ومستقبلها الديمقراطي.
لمن لا يعرف اليمن : برنامج : اليمن الكبير : الحلقة 1
التعليقات