إعلام عبري: ترامب طلب من نتنياهو إنهاء الحرب في غزة فورًا
كشفت قناة إسرائيلية، مساء الثلاثاء، عن فحوى مكالمة هاتفية وُصفت بـ"الحاسمة" جرت بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالب خلالها ترامب بإنهاء الحرب الجارية في قطاع غزة "بشكل فوري"، في تحول لافت في موقفه.
ونقلت القناة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن ترامب قال لنتنياهو خلال الاتصال: "أريدك أن تُنهي الحرب الآن"، مضيفًا أن الحرب "استنفدت نفسها" ولم تعد تخدم الأهداف السياسية أو الاستراتيجية لأي من الطرفين.
ووفق التقرير، فقد أشار ترامب إلى أن إنهاء الحرب سيساعد على تحقيق تقدم في ملفات إقليمية أخرى، خاصة في ما يتعلق بالمفاوضات مع إيران والسعودية، مشددًا على أن حلّ قضية الأسرى يمكن أن يتم بالتوازي مع وقف العمليات العسكرية.
القناة العبرية أكدت أن هذه اللهجة الصريحة من ترامب تجاه إسرائيل لم تُسمع من قبل، ووصفتها بأنها "مختلفة تمامًا عن خطاب الإدارات الأميركية السابقة". لكنها تساءلت في الوقت نفسه عما إذا كانت هذه التصريحات مجرد إشارة أولية أم مقدمة لتحرك فعلي من جانب ترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية.
وربطت القناة هذا الموقف بما وصفته بتقدم ملحوظ في ملف صفقة تبادل الأسرى، والذي أشار إليه نتنياهو مؤخرًا، وسط تقديرات بأن هناك ما لا يقل عن 56 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم نحو 20 على قيد الحياة.
في المقابل، يقبع أكثر من 10,400 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، في ظروف وصفها حقوقيون إسرائيليون وفلسطينيون بأنها قاسية وتشهد حالات إهمال طبي وتعذيب.
وفي تطور لا يقل أهمية، قالت القناة إن ترامب حثّ نتنياهو على عدم تنفيذ أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الوقت الراهن. ونُقل عنه قوله: "لم أفقد الأمل في المفاوضات مع طهران... لكن أي هجوم الآن سيغلق الباب كليًا".
وأضاف ترامب أنه يؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق، محذرًا من أن أي تصعيد عسكري قد يقوّض مسار المحادثات النووية الجارية.
وبحسب القناة، ردّ نتنياهو بأن "إبقاء خيار الهجوم العسكري على الطاولة ضروري"، لكن ترامب بدا حاسمًا في رفضه، قائلًا إن "المرحلة تتطلب تهدئة وتفرّغًا دبلوماسيًا، لا مغامرات عسكرية".
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان طهران امتلاكها وثائق سرية عن المنشآت النووية الإسرائيلية، وتهديدها بالرد في حال تعرضت منشآتها لأي هجوم، تزامنًا مع إعلان موعد الجولة السادسة من المحادثات النووية مع واشنطن في مسقط.
وفي ظل هذه التطورات، يرى مراقبون إسرائيليون أن نتنياهو يواجه ضغطًا متزايدًا داخليًا وخارجيًا، حيث تتهمه المعارضة وعائلات الأسرى بـ"الاستجابة لمطالب الجناح الأكثر تطرفًا في حكومته، على حساب مصلحة الدولة"، وسط تسريبات متزايدة عن تباينات داخل الكابينت الإسرائيلي بشأن مستقبل الحرب في غزة.
ولم يصدر حتى لحظة نشر الخبر أي تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء أو البيت الأبيض بشأن فحوى المكالمة، التي قد تمثّل نقطة تحول في المسار السياسي والعسكري الإسرائيلي خلال الفترة القادمة.
لمن لا يعرف اليمن : برنامج : اليمن الكبير : الحلقة 1
التعليقات