تصعيد في الخطاب الإسرائيلي ضد القاهرة.: 'السلام البارد انتهى.. والدور على القاهرة بعد طهران
في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أثار عدد من المحللين الإسرائيليين جدلاً واسعًا خلال ندوة بثتها قناة i24news العبرية، بعد دعوتهم إلى إعادة النظر في اتفاقية السلام مع مصر، واستبدال ما وصفوه بـ"السلام البارد" بـ"حرب باردة"، معتبرين أن القاهرة باتت تتبنى مواقف أكثر "جرأة وعدائية" تجاه إسرائيل.
وفي تصريحات مثيرة للجدل، قال الصحفي والخبير الإسرائيلي المعروف في الشؤون العربية، تسفي يحزكيلي، إن "الشارع المصري لم يكن صديقًا لإسرائيل يومًا"، مضيفًا أن المصريين أبدوا خلال الحرب الإسرائيلية مع إيران تعاطفًا ملحوظًا مع طهران، رغم الخلافات المذهبية. وذهب يحزكيلي أبعد من ذلك بقوله: "يجب أن تكون الحرب القادمة مع مصر"، مشددًا على أن السلام القائم لم يعد ذا جدوى استراتيجية.
وأشار يحزكيلي إلى أن مصر بدأت مؤخرًا باتخاذ مواقف "مناهضة" لإسرائيل، في ظل تزايد الغضب الشعبي في الشارع المصري والعربي تجاه العدوان المستمر على قطاع غزة، معتبراً أن "الدور يجب أن يكون على مصر بعد إيران"، في إشارة إلى سياسة التصعيد العسكري التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو.
وشارك في الندوة عدد من المحللين الإسرائيليين البارزين، بينهم الناشط الإعلامي إيدي كوهين، والخبيرة روث واسرمان لاندا، والمستشار الاستراتيجي يوني بن مناحيم، والخبير العسكري والضابط السابق إيلي ديكل، الذي هاجم مصر بشدة، قائلاً: "نحن لا نرى ما يجري في سيناء بوضوح، وقد يكون هذا هو خطأنا القادم"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"ضعف الرقابة الإسرائيلية على التحركات المصرية".
وتأتي هذه التصريحات في سياق توتر متصاعد في المنطقة، وسط استمرار الحرب في غزة، وتنامي دور مصر الإقليمي في احتضان الوساطات والضغط لوقف إطلاق النار، بالتوازي مع تصاعد الانتقادات الشعبية العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ويحذر مراقبون من أن هذه التصريحات، التي تمس واحدة من أقدم اتفاقيات السلام في المنطقة، تعكس تحولات جذرية في نظرة المؤسسة الإسرائيلية للعلاقة مع الدول العربية، وربما تمهّد لمرحلة جديدة من التوتر الاستراتيجي بين تل أبيب والقاهرة.
فيديو الوداع الأخير لشاعر اليمن المرحوم فؤاد الحميري في اسطنبول - تركيا
التعليقات