قناص يقتل طفلًا في ذمار وسط تصاعد النزاعات القبلية وتواطؤ الحوثيين
في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من الانفلات الأمني، قُتل الطفل علي هلال محمد صالح أبو جمعة (11 عامًا)، برصاص قناص في مديرية الحدا بمحافظة ذمار، في وقت تشهد فيه المنطقة صراعات قبلية دامية، تُعد من الأشدّ منذ سيطرة ميليشيا الحوثي عليها.
وأكدت مصادر قبلية أن الطفل، المنحدر من قرية كومان سنامة، سقط برصاصة مباشرة أطلقها مسلحون يُعتقد بانتمائهم إلى قرية سبلة بني بخيت، في ظل استمرار التوترات المسلحة بين القريتين منذ نحو ثماني سنوات، نتيجة خلاف على أراضٍ في وادي العِش.
أثارت الجريمة استنكارًا واسعًا بين قبائل الحدا، الذين اعتبروا مقتل الطفل "عيبًا أسود" وخرقًا سافرًا للأعراف والتقاليد القبلية، فضلًا عن كونه انتهاكًا صريحًا للقيم الدينية والإنسانية.
وأكدت المصادر أن المواجهات القبلية المتقطعة تتكرر منذ سنوات دون تدخل حاسم من سلطات الأمر الواقع، في وقت تتهم فيه قبيلة كومان سنامة ميليشيا الحوثي بـالانحياز لصالح خصومهم، عبر تنفيذ حملات اعتقال تعسفية بحق أبنائها وتجاهل المطالبات بحل النزاع.
وعلى الرغم من توقيع اتفاقات صلح سابقة بين القريتين، إلا أنها لم تصمد أمام غياب الضمانات وتراخي الحوثيين في تنفيذ أي حلول عملية، ما جعل الأرضية مهيأة لتجدد المواجهات وسقوط المزيد من الضحايا، غالبًا من الأبرياء.
وفي مشهد يعكس استمرارية المأساة، قُتل الطفل محمد صالح أحمد فقعس (11 عامًا) من نفس القرية، برصاص قناص في حادثة مماثلة نهاية فبراير 2023، وسط صمت رسمي وتجاهل لمعاناة الأهالي.
ويتهم السكان المحليون ميليشيا الحوثي بـتغذية الصراعات القبلية، واستخدامها كأداة لإضعاف البنية الاجتماعية، وإشغال القبائل عن مواجهة سلطتها، خاصة في مناطق النزاع والثأر والنفوذ، مثل مديرية الحدا، التي تحوّلت إلى واحدة من أكثر مناطق ذمار دموية في ظل حكم الميليشيا.
ويخشى الأهالي من استمرار هذا الانفلات الذي يستهدف الأطفال والمزارعين والمواطنين العُزل، في ظل غياب أي مؤسسات قادرة على فرض النظام أو حماية المدنيين من القناصين ومسلحي الفوضى.
فيديو الوداع الأخير لشاعر اليمن المرحوم فؤاد الحميري في اسطنبول - تركيا
التعليقات