محلل سياسي: الحوثيون يستخدمون توقيف الزايدي وهشام شرف كطُعم لتشتيت الأنظار عن جريمة حنتوس
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى غليس أن جماعة الحوثي تلجأ إلى تكتيك دعائي مخطط بعناية لتشتيت انتباه الشارع وامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد، عقب الجريمة المروعة التي ارتكبتها بحق معلم القرآن الكريم الشيخ صالح حنتوس وأسرته في محافظة ريمة، والتي أثارت موجة تنديد واسعة في الأوساط القبلية والدينية.
وفي قراءة تحليلية نشرها اليوم، قال غليس إن الجماعة عمدت إلى افتعال أحداث لافتة لتغطي بها على تلك الجريمة، مشيرًا إلى أن توقيف القيادي الحوثي الشيخ محمد الزايدي في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، وما تلاه من اشتباكات مسلحة استشهد فيها العميد عبدالله زايد، إضافة إلى إيقاف وزير الخارجية الحوثي السابق هشام شرف في مطار عدن، كلها وقائع مدروسة ضمن ما وصفه بـ"الطُعم السياسي والأمني" لامتصاص الصدمة وتوجيه الرأي العام نحو قضايا أخرى.
وأكد غليس أن الشخصيتين الموقوفتين قد لا تكونان على علم بالمخطط، إلا أن الجماعة وظفت خروجهما من مناطق سيطرتها في هذا التوقيت الحساس بشكل يخدم أهدافها السياسية، موضحًا أن الحوثيين لا يسمحون لأي شخصية بمغادرة مناطقهم دون موافقة مباشرة، مما يعزز الشكوك حول نية توظيف الحدث لصرف الأنظار.
وأضاف أن الجماعة استخدمت تكتيك الإلهاء من قبل، وتتعامل مع أزماتها بمنهجية واضحة، عبر تسليط الضوء على قضايا جانبية لصرف الانتباه عن القضايا الجوهرية، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن يكرّس هذا النهج الإعلامي الدعائي.
ودعا غليس في ختام تحليله إلى الحذر من الانسياق خلف العناوين المثيرة، وتجاهل الجريمة الأصلية التي ارتكبت بحق أسرة الشيخ حنتوس، قائلاً: "ما علينا سوى الانتظار، فالقادم قد يكشف تفاصيل أكبر عن دوافع هذه التحركات وطبيعة الأدوار التي تلعبها الجماعة لتمرير أزماتها الداخلية".
اليمن الكبير|| مأرب التاريخ والعراقة (الجزء الأول)
التعليقات