وصف بالتاريخي : تركيا تطوي صفحة 41 عاماً من الصراع.. أردوغان يعلن بداية نهاية "الإرهاب" بعد تسليم مقاتلي العمال الكردستاني أسلحتهم
في تطور وُصف بأنه "تحوّل تاريخي"، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، فتح صفحة جديدة في تاريخ الجمهورية التركية، عقب بدء مسلحي حزب العمال الكردستاني بتسليم أسلحتهم، في خطوة رمزية غير مسبوقة تمّت في إقليم كردستان العراق.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها خلال اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية في أنقرة: "بدءًا من أمس، دخلت آفة الإرهاب التي حاربناها على مدى 41 عامًا، مرحلة الزوال"، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل تحولًا نحو السلام بعد عقود من المواجهات الدامية.
وتمّت مراسم تسليم الأسلحة، يوم الجمعة، بالقرب من مدينة السليمانية العراقية، حيث سلّم مقاتلو الحزب أسلحتهم وسط حضور رسمي وشعبي، في خطوة تعكس التزام التنظيم بإنهاء التمرد المسلح والتحول إلى العمل السياسي السلمي، بعد صراع خلّف أكثر من 40 ألف قتيل منذ عام 1984.
سوريا والعراق في قلب التحول
وأشار أردوغان إلى أن التحولات الحاصلة في كل من سوريا والعراق ساعدت في تسريع هذه المرحلة، وقال: "نواصل العمل مع الحكومة السورية وشركائنا الدوليين، وأؤمن من أعماق قلبي بأن صفحة الإرهاب ستُطوى هناك أيضًا، وستنتصر الأخوة".
وأضاف: "قضية إخواننا الأكراد في العراق وسوريا هي قضيتنا أيضًا. نحن نناقش هذه المرحلة معهم، وهم في غاية السعادة بهذه التطورات".
وأكد أردوغان أن النصر لا يخصّ الأتراك وحدهم، بل يشمل أيضًا الأكراد والعرب وكل فرد من الشعب التركي البالغ عددهم 86 مليون نسمة. وأضاف: "لقد حاربنا الإرهاب، وتقربنا من الإخوة الأكراد، وأثبتنا أننا نعمل من أجل مصلحة البلاد ومصلحتهم".
حل الحزب.. دعوة من أوجلان
وكان حزب العمال الكردستاني، المصنَّف كمنظمة إرهابية من قِبل أنقرة والدول الغربية، قد أعلن في 12 مايو/أيار 2025 عن حلّ نفسه رسميًا وإلقاء السلاح، استجابة لدعوة وجهها زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان من سجنه في جزيرة إيمرالي في 27 فبراير/شباط الماضي.
كما أعلن الحزب في الأول من مارس/آذار وقفًا لإطلاق النار، تمهيدًا لإطلاق عملية تحول سياسي، ما يُنهي حقبة من التوترات بين السلطات التركية والمكون الكردي، ويفتح الباب أمام مصالحة وطنية شاملة.
التعليقات