عنف أسري دامٍ في مناطق سيطرة الحوثيين.. كيف انهى مفتاح دراجة حياة شاب على يد خاله؟
في حادثة مروعة تعكس الانهيار القيمي والاجتماعي المتسارع داخل مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، أقدم المدعو هلال آل سعد، ظهر السبت، على ارتكاب جريمة قتل بشعة بحق ابن شقيقته الشاب مهند الجماعي، وذلك بعد شجار عائلي تافه نشب بينهما في محافظة إب.
ووفق مصادر محلية، فإن الجريمة وقعت داخل قرية الجعاشي بعزلة المقاطن، مديرية ريف إب، عندما نشب خلاف بسيط بين الجاني والضحية حول مفتاح دراجة نارية، قبل أن يتحول إلى شجار عنيف، أخرج خلاله "الخال القاتل" سلاحه الشخصي، وأطلق رصاصة مباشرة إلى رأس مهند الجماعي، ليرديه قتيلًا على الفور أمام أعين أسرته وأهالي المنطقة.
الضحية الشاب مهند، الذي ينتمي إلى قرية بلاح في عزلة جرانه بمديرية بعدان، قُتل بدم بارد على يد أقرب الناس إليه، في جريمة تعكس عمق التفكك الذي بات ينهش النسيج الأسري والمجتمعي في مناطق نفوذ الحوثيين، حيث يسود العنف وتفشي السلاح وسط غياب الدولة وانعدام سلطة القانون.
وتشير المعلومات إلى أن الجاني يعمل في تجارة القات، أحد الأنشطة التي ازدهرت بشكل لافت في ظل الفوضى المتصاعدة والانفلات الأمني في محافظة إب، التي تحولت إلى مسرح لجرائم متكررة ومروعة، غالبًا ما تمرّ دون محاسبة أو تدخل فاعل من سلطات الحوثيين.
وتأتي هذه الجريمة كحلقة جديدة في سلسلة طويلة من وقائع العنف الأسري وجرائم القتل داخل العائلات، والتي باتت ظاهرة مألوفة في مناطق سيطرة الحوثيين، نتيجة الانهيار التام لمؤسسات العدالة، وتغوّل المليشيا على المجتمع، وتسليح أفرادها دون ضوابط.
يرى ناشطون حقوقيون أن هذه الحوادث لم تعد مجرد وقائع فردية، بل تمثل انعكاسًا حقيقيًا لواقع يرزح تحت وطأة العسكرة والفساد، وسط مناخ من القهر الاجتماعي والضغوط النفسية والانهيار الاقتصادي، الذي يغذي سلوكيات العنف والتفكك في البيوت قبل الشوارع.
اليمن الكبير|| مأرب التاريخ والعراقة (الجزء الأول)
التعليقات