السويداء – اتسعت رقعة الاشتباكات الدامية، بعد ظهر الأحد، في محافظة السويداء جنوب سوريا، بين مسلحين من الدروز وآخرين من العشائر البدوية، لتشمل مناطق جديدة في مدخل المحافظة الشمالي، وتحديدًا في قريتي الصورة الكبيرة والطيرة، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهات خلال الساعات القادمة.

وأسفرت المواجهات، وفق مصادر طبية في المشفى الوطني بالسويداء، عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح متفاوتة، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.

وبدأت الاشتباكات العنيفة عقب هجوم نفذه مسلحون دروز على حي المقوس شرقي المدينة، الذي تقطنه عشائر بدوية، في محاولة لتحرير نحو 10 مخطوفين دروز، كانوا قد احتُجزوا في وقت سابق من صباح اليوم من قبل أفراد من العشائر، ردًا على احتجاز مسلحين دروز لعدد من أبناء العشائر.

وتعود هذه الأحداث إلى حادثة سطو تعرّض لها السائق فضل الله دوارة، مساء السبت، أثناء عودته بسيارة خضار إلى السويداء عبر منطقة خربة الشايب – الفيلق الأول في ريف دمشق، حيث تم سلب سيارته ومبلغ 7 ملايين ليرة سورية (نحو 695 دولارًا أمريكيًا)، ما أشعل حالة من الغضب والاحتجازات المتبادلة.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، طالب شيخ عقل طائفة الدروز، حمود الحناوي، في تصريح له، بالتدخل العاجل من الرئيس السوري أحمد الشرع، ووجه دعوة إلى "العقلاء من الطرفين لوقف الفتنة، وصون الحرمات، وحماية الكرامات".

من جانبه، أصدر محافظ السويداء مصطفى البكور بيانًا دعا فيه إلى "ضبط النفس والاستجابة للنداءات الوطنية"، مؤكدًا أن "أبواب المصالحة مفتوحة لكل من يسعى لبناء الدولة السورية وتحقيق مستقبل أفضل".

ولم يصدر حتى مساء اليوم أي تصريح من الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز المرجعيات الدينية لدى طائفة الدروز، ما يُبقي التوتر في المنطقة على حاله، وسط توقعات باستمرار التصعيد وامتداد المواجهات إلى محاور جديدة خلال الليل.

ويُذكر أن محافظة السويداء، التي تنعم بدرجة من الاستقلال الأمني منذ سنوات الحرب، تعاني من فوضى انتشار السلاح، إلى جانب ظواهر الاحتجازات المتبادلة التي غالبًا ما تُستخدم كورقة ضغط على الحكومة أو الجهات الأمنية للإفراج عن موقوفين.

المضدر: الجزيرة نت