حضرموت تواصل العصيان المدني والغضب الشعبي يتصاعد
تواصل صباح اليوم الأربعاء، العصيان المدني في عدد من مدن وادي وساحل حضرموت، لليوم الثاني على التوالي، في ظل تصاعد الغضب الشعبي جراء الانهيار المتواصل في الخدمات الأساسية وعلى رأسها الكهرباء، وسط درجات حرارة مرتفعة وتدهور عام في البنية التحتية.
وقالت مصادر محلية، إن مدنًا عدة بينها القطن، شبام، تريم، المكلا، والشحر، شهدت توقفًا شبه تام في الحركة التجارية والخدمية، مع إغلاق المحال والأسواق وخلو الشوارع من المركبات، استجابة للعصيان المدني الذي دعت إليه فعاليات مجتمعية وشبابية احتجاجًا على تردي الأوضاع.
وأشارت المصادر إلى أن قوات أمنية تدخلت لفتح بعض الطرقات المغلقة، في ظل أجواء مشحونة بالتوتر، نتيجة تراكم الأزمات وانعدام الحلول الفعلية من قبل السلطات المحلية، خصوصًا مع تكرار أزمة الكهرباء التي شلّت الحياة اليومية في مدن الساحل.
وتأتي هذه التحركات امتدادًا لاحتجاجات غاضبة اندلعت منذ مساء الأحد في مدينة المكلا، شملت قطعًا للطرق، إيقاف حركة الشاحنات، ومنع دخول البضائع، وسط اتهامات للسلطات بالفشل في إدارة أزمة الوقود وانهيار المنظومة الكهربائية.
وكانت السلطة المحلية في حضرموت قد أعلنت، مساء أمس الثلاثاء، عن بدء عودة تدريجية للتيار الكهربائي في المكلا ومدن الساحل، عقب وصول أول دفعة من الوقود من شركة "بترومسيلة"، مشيرة إلى أن التشغيل يتم بشكل متدرج لتأمين استقرار الشبكة وتوسيع نطاق التغطية.
ودعت السلطة السكان إلى تسهيل مرور ناقلات الوقود باتجاه محطات المكلا، الشحر، والريان، مؤكدة أن "التعاون المجتمعي هو الأساس لتجاوز الأزمة".
من جانبها، حذّرت قيادة المنطقة العسكرية الثانية من محاولات اعتراض ناقلات الوقود، لافتة إلى أن بعض الناقلات تم احتجازها من قبل محتجين في منطقة بويش شرقي المكلا، ما أدى إلى تأخر عودة الكهرباء لعدد من الأحياء.
وأكدت القيادة في بيان لها أن الاحتجاجات بدأت سلمية، لكنها شهدت لاحقًا "محاولات اعتداء على مؤسسات الدولة"، محذّرة من أنها لن تسمح بجر حضرموت إلى مربع الفوضى والعنف، داعية في الوقت نفسه إلى ضبط النفس وتجنب استهداف الممتلكات العامة والخاصة.
وفي السياق ذاته، عقد وكيل أول المحافظة الشيخ عمرو بن حبريش العليي اجتماعًا مع شخصيات اجتماعية وشبابية، لبحث سبل مواجهة أزمة الكهرباء، حيث طُرحت مقترحات رقابية تشمل تثبيت عدادات شفافة على خزانات الوقود، ومراقبة ساعات التشغيل، وتوحيد تكاليف النقل.
وأكد بن حبريش دعمه الكامل لهذه المبادرات الشعبية، مشددًا على أهمية تكامل الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي لتجاوز الأزمة وتخفيف معاناة المواطنين.
ويواصل المواطنون في مدن حضرموت مراقبة تطورات الأوضاع، في ظل حالة من الترقب الحذر بشأن مدى تنفيذ وعود السلطات بإعادة تشغيل الكهرباء بشكل فعلي، أم أن ما جرى الإعلان عنه مجرد محاولة تهدئة مؤقتة لغضب يتصاعد يومًا بعد آخر.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات