برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

صحيفة امريكية: الحوثيون يحولون المدارس إلى منابر للتجنيد والتلقين الطائفي في شمال اليمن

كشفت صحيفة "لونغ وور جورنال" الأميركية في تقرير جديد أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران تواصل استغلال النظام التعليمي في شمال اليمن لفرض أيديولوجيتها الطائفية والمتطرفة، في حملة ممنهجة تستهدف الطلاب والمعلمين والإداريين على حد سواء.

وبحسب التقرير، يستخدم الحوثيون المدارس أداة أساسية لبث أفكارهم بين جيل الشباب، حيث يُجبر الطلاب على ترديد شعارات الجماعة يوميًا، من أبرزها: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، وهي شعارات تحمل طابعًا طائفيًا وسياسيًا يتعارض مع البيئة التعليمية الطبيعية.

ويوثق التقرير ممارسات قسرية تمارسها الجماعة ضد الكوادر التعليمية، حيث يواجه المعلمون ومديرو المدارس الذين يرفضون الانخراط في الأجندة الأيديولوجية خطر الاعتقال والاحتجاز التعسفي. ففي محافظة تعز وحدها، اعتُقل 13 معلمًا وإمام مسجد وشخصيات مجتمعية بارزة خلال أسبوع واحد فقط من يوليو الماضي، في حين استُهدف سبعة آخرون في الأسبوع الذي سبقه، معظمهم من العاملين في قطاع التعليم.

وتشير الصحيفة إلى أن مكاتب التربية والتعليم التابعة للحوثيين في مناطق سيطرتهم تصدر تعميمات تُلزم المدارس بتوثيق التزام الطلاب بترديد الشعارات، عبر صور وفيديوهات تُرسل للجهات المعنية. كما تُجبر المدارس على استخدام دفاتر مؤسس الجماعة، حسين بدر الدين الحوثي، كمراجع تعليمية إلى جانب المناهج المعدلة ذات الطابع الطائفي.

وإلى جانب ما يحدث داخل الفصول الدراسية، يتم سحب الطلاب بشكل متكرر من المدارس وإلزامهم بالمشاركة في فعاليات ومسيرات الجماعة، حتى خلال أيام الدراسة. ويتعرض المعلمون والطلاب على حد سواء للتهديد في حال رفضهم المشاركة.

التقرير يؤكد أن الاعتقالات التي تطال المعلمين والأكاديميين تتم دون أي سند قانوني، وغالبًا ما يُحتجز الأفراد دون تهم أو محاكمات. ويملك الحوثيون سجلًا حافلًا في ممارسة الاحتجاز القسري ضد المدنيين، خصوصًا أولئك الذين لا يبدون ولاءً كافيًا للجماعة.

ويتجاوز التغلغل الحوثي حدود التعليم الأساسي ليصل إلى التعليم العالي، حيث يُجبر الأكاديميون والإداريون الجامعيون على حضور دورات فكرية وأخرى قتالية تشمل تدريبًا على استخدام السلاح، في إطار سعي الجماعة لتحويل الجامعات إلى مراكز دعم وتجنيد سياسي وعسكري.

ويحذر التقرير من المخيمات الصيفية التي تنظمها الجماعة سنويًا، باعتبارها وسيلة إضافية لتجنيد الأطفال وتلقينهم أفكارًا طائفية منذ سن مبكرة، تبدأ من عمر ست سنوات. وتشير تقارير حقوقية إلى تجنيد الحوثيين لأطفال تقل أعمارهم عن 13 عامًا، ما يضع الجماعة أمام اتهامات واسعة بانتهاك حقوق الطفل وارتكاب جرائم تجنيد قسري.

ومن بين القرارات التي اتخذها الحوثيون في الفترة الأخيرة، إلغاء تدريس اللغة الإنجليزية قبل الصف الرابع، واستبدالها بحصص إضافية في تعليم القرآن الكريم واللغة العربية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الطابع العقائدي في العملية التعليمية على حساب المواد العلمية والتأهيلية.

ويختم التقرير بالإشارة إلى أن هذه الانتهاكات تمثل جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد يتبعها الحوثيون للهيمنة الفكرية والاجتماعية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتحويل المؤسسات التعليمية إلى أدوات تعبئة وتجنيد وتلقين طائفي، ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة ويقوّض أي أمل في نظام تعليمي وطني مستقل في اليمن.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا