برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

اليمن بين سندان الرياض ومطرقة أبوظبي... تقرير يكشف صراع نفوذ يهدد بخريطة جديدة للمنطقة
كشف تقرير موسع نشره موقع المهرية نت عن أبعاد جديدة للصراع السعودي–الإماراتي في اليمن، بعد سنوات من التدخل العسكري المشترك تحت شعار "إعادة الشرعية".

التقرير أكد أن هذا التحالف، الذي بدأ بوعود استعادة الدولة، أصبح اليوم أحد العوامل الأساسية في تعميق الانقسامات وإضعاف سيادة البلاد.

وأشار التقرير إلى أن المشهد السياسي شهد تطورًا لافتًا، تمثل في ظهور علم الانفصال خلال لقاء جمع وفدًا سعوديًا برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، عيدروس الزبيدي، في عدن، في ظل غياب كامل للعلم اليمني. هذه الصورة الرمزية أثارت تساؤلات جدية حول توجهات التحالف واستراتيجيته، خاصة مع تعاظم النفوذ الإماراتي في الجنوب وتبني الزبيدي علنًا لرموز الانفصال رغم كونه عضوًا في مجلس القيادة الرئاسي المفترض أن يمثل وحدة البلاد.

ووفق التقرير، لم يقتصر الأمر على الرمزية السياسية، بل شمل محاولات إماراتية لتغيير أسماء جزر ومواقع استراتيجية في أرخبيل سقطرى، مثل محاولة تغيير اسم جزيرة عبدالكوري إلى "جزيرة عبدالسلام"، في خطوة اعتبرها مراقبون "انتهاكًا سياديًا خطيرًا" يعكس رغبة في إعادة رسم خارطة اليمن على أسس جديدة.

ونقل التقرير عن الصحفي مصعب عفيف قوله إن التحالف أخفق في إعادة السلطة إلى صنعاء، واتجه بدلاً من ذلك إلى تشكيل مليشيات جنوبية ذات طابع مناطقي وقروي، مدعومة بالمال والسلاح، مع وعود بدعم الانفصال، وهو مشروع لم يكتمل حتى الآن.

وأضاف أن لقاء الوفد السعودي مع ما يسمى "رئيس الجنوب العربي" تحت علم الانفصال لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي، بل "رسالة سياسية واضحة" تكشف ملامح توجهات التحالف الجديدة.

وأشار عفيف إلى أن السعودية والإمارات تتبادلان الأدوار في تغذية الانقسامات: شمال ممزق بين الحوثيين وخصومهم، وجنوب تتقاسمه قوى مدعومة من الطرفين، حيث تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الانفصالي، بينما تموّل السعودية مكونات معارضة له، دون وضوح ما إذا كان ذلك دعمًا للوحدة أم تمهيدًا لانفصالٍ بديل.

الأكاديمي والكاتب محسن عبدالجليل، الذي استشهد به التقرير، وصف الصراع بين السعودية والإمارات في جنوب اليمن بأنه "متناغم" رغم تناقضاته الظاهرية، حيث تتحرك كل دولة بخطوة يقابلها رد من الأخرى، في إطار يبدو مصممًا لتأجيج الخلافات وتعميق الانقسامات. فحين يلوّح المجلس الانتقالي بالسيطرة على حضرموت، تسارع السعودية إلى دعم تشكيل كيان حليف لها هناك، لترد أبوظبي بتوسيع قيادة الانتقالي عبر إدخال شخصيات محسوبة على السعودية داخل المجلس الرئاسي، بهدف الإخلال بالتوازن السياسي.

وأضاف عبدالجليل أن اللقاء الأخير بين الوفد العسكري السعودي والزبيدي تحت علم الانفصال كان رسالة رمزية بالغة الدلالة، خاصة أن الزبيدي يصرح علنًا بأنه "رئيس الجنوب العربي" وينفي أي صلة بالجمهورية اليمنية. هذا يثير تساؤلات حول سبب موافقة السعودية على هذا الإطار الرمزي للاجتماع، وماهية "التعاون المشترك" الذي تمت مناقشته في تلك الأجواء.

التقرير خلص إلى أن ما يجري لا يمكن اختزاله في كونه خلافًا سعوديًا–إماراتيًا على النفوذ، بل هو عملية تفكيك ممنهجة لليمن، تستخدم فيها الورقة الانفصالية، وتغيير أسماء الجزر، والسيطرة على المواقع الاستراتيجية، بهدف إضعاف الدولة وإعادة تشكيل الخارطة السياسية بما يخدم مصالح الطرفين.

ويرى مراقبون أن استمرار هذا النهج قد يقود إلى ترسيخ واقع التشطير، وخلق بيئة صراعات متجددة تمنع أي استقرار حقيقي، ليس في اليمن فحسب، بل في المنطقة بأسرها، خاصة مع الأهمية الجيوسياسية للممرات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا