برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

الانفجار من الداخل.. الحوثيون يواجهون منعطف خطير منذ 2017
كشف تحليل نشره موقع يمن مونيتور عن تصاعد خطير في حدة التوتر بين جماعة الحوثيين من جهة، وحزب المؤتمر الشعبي العام والقبائل اليمنية من جهة أخرى، في تطور وصف بأنه الأخطر منذ انتفاضة 2017 التي قادها الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح وانتهت بمقتله.

وأشار التحليل إلى أن هذه الخلافات لا تقتصر على كونها صراعًا سياسيًّا عابرًا، بل تمثل تهديدًا وجوديًّا للجماعة التي تعتبر استقرار جبهتها الداخلية ركيزة أساسية لبقائها في السلطة.

وأوضح التقرير أن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أطلق في 31 يوليو/تموز تحذيرًا شديد اللهجة ضد من وصفهم بـ"أدوات الخيانة والغدر والإجرام"، متهمًا أطرافًا محلية بالارتباط بمخططات "أمريكية وإسرائيلية ممولة من السعودية والإمارات" تستهدف زعزعة الداخل اليمني عبر شعارات مطلبية تخفي "مؤامرة خارجية".

وفي السياق ذاته، قال القيادي الحوثي حزام الأسد في تصريحات مطلع أغسطس إن "الجبهة الداخلية خط أحمر"، مشيرًا إلى أن ما يجري ليس "تخمينًا" وإنما "مخطط فعلي يجري تفعيله"، مستهدفًا محطات زمنية محددة تبدأ بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في أغسطس، مرورًا بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وصولًا إلى ديسمبر الذي يصادف ذكرى مقتل صالح.

وأضاف الأسد أن ما وصفها بـ"أدوات المؤامرة" تسعى لاستخدام المناسبات الوطنية والحزبية لتأجيج الشارع واستغلال المعاناة الاقتصادية بهدف تحريك الداخل ثم التمهيد لتدخل عسكري خارجي ضد الحوثيين وموقفهم المساند لغزة.

وأشار التحليل إلى أن القلق الحوثي تعزز بفعل عاملين رئيسيين: الأول بث قناة "العربية" فيلمًا وثائقيًا عن "المعركة الأخيرة" لعلي صالح، ظهر فيه نجله مدين صالح، ما اعتُبر رسالة إقليمية لإعادة رموز مؤثرة إلى المشهد.

أما الثاني فتمثل في صدور حكم بالإعدام من محكمة عسكرية حوثية ضد أحمد علي عبد الله صالح، وهو ما عُد قرارًا سياسيًا يهدف لإقصائه نهائيًا رغم ابتعاده عن العمل السياسي منذ سنوات.

وكشف التقرير أن الفصائل الموالية للمؤتمر والقبائل استغلت المناسبات الاجتماعية لإظهار التحدي، أبرزها حفل زفاف نجل صالح في القاهرة الذي جمع للمرة الأولى أحمد علي وطارق صالح مع شخصيات قبلية وسياسية بارزة، في مشهد اعتُبر بمثابة "استعراض قوة" وتشكيل جبهة موحدة ضد الحوثيين.

وفي الداخل، أظهرت جنازة الشيخ القبلي البارز زيد أبو علي في يوليو حجم السخط الشعبي، حيث تحولت المناسبة إلى تظاهرة سياسية غير مسبوقة، عبّر فيها قادة مؤتمر وشخصيات قبلية عن رفضهم المتنامي لسلطة الحوثيين، واصفين الجماعة بـ"الإمامة".

وقال التقرير إن الحوثيين لجؤوا إلى مزيج من القمع وخطاب المؤامرة لمواجهة هذه التطورات؛ إذ نظموا عرضًا عسكريًا أمام منزل الشيخ حمير الأحمر كرسالة تهديد مباشرة، بالتوازي مع شن حملة إعلامية مكثفة ضد خصومهم، واقتحام اجتماع للجنة الدائمة للمؤتمر في صنعاء، إضافة إلى مصادرة ممتلكات الحزب.

كما صعّدت الجماعة من اعتقالاتها بحق أعضاء المؤتمر والإصلاح وشيوخ قبائل، في حين واصل قادتها الترويج لرواية "المؤامرة الأمريكية/الإسرائيلية"، لربط أي حراك داخلي بالخيانة، ولصرف الأنظار عن الفشل في إدارة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وخلص التحليل إلى أن الحوثيين يواجهون أخطر تهديد داخلي منذ سبع سنوات، مع بروز جبهة معارضة موحدة في الخارج واحتقان شعبي في الداخل. واعتبر أن إجراءات الجماعة القمعية، مثل حكم الإعدام على أحمد علي وعرض القوة أمام منازل مشايخ القبائل، قد تسهم في تسريع عملية توحيد خصومها بدلًا من تفكيكهم، ما يجعل "تفكك الجبهة الداخلية" خطرًا وجوديًا على سلطتها في صنعاء.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا