برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

اللاعب الأخطر في تقويض استقرار اليمن!


تتزايد التحذيرات من الدور الإماراتي في اليمن، وسط اتهامات متصاعدة لأبوظبي بأنها المتسبب الأكبر في إضعاف سلطة الدولة وتفكيك نسيجها الاجتماعي والسياسي عبر دعمها لميليشيات مسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة الشرعية.

وبحسب محللين، فإن التدخل الإماراتي لم يعد يقتصر على دعم عسكري مباشر، بل تحوّل إلى مشروع طويل الأمد يسعى لترسيخ نفوذها في الجنوب والسيطرة على المواقع الاستراتيجية لليمن.

منذ بداية الحرب، أنشأت الإمارات تشكيلات عسكرية موازية، أبرزها "الحزام الأمني" في عدن و"النخبة الحضرمية" في حضرموت، وهي قوات تدين بالولاء المباشر لأبوظبي لا للحكومة.

وهذه التشكيلات لعبت دورًا أساسيًا في ضرب مؤسسات الدولة الشرعية، وفرضت واقعًا ميدانيًا جديدًا جعل من الصعب على السلطة المركزية استعادة حضورها.

كما أن هذه القوات ارتبطت بتقارير عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك اعتقالات تعسفية وسجون سرية.

إلى جانب ذلك، عملت الإمارات على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يتبنى مشروع الانفصال، ما أدى إلى صدامات دموية بين حلفاء يفترض أنهم يقاتلون في خندق واحد ضد الحوثيين. هذه السياسات عززت الانقسامات الداخلية وزادت من احتمالية تقسيم اليمن مجددًا بين شمال وجنوب.

ولم يقتصر النفوذ الإماراتي على الداخل، بل امتد إلى جزر يمنية استراتيجية مثل سقطرى وميون.

وقد تحدثت تقارير دولية عن بناء قواعد عسكرية إماراتية وتوقيع عقود مشبوهة تتعلق بالثروات الطبيعية، في خطوات وُصفت بأنها مساس مباشر بالسيادة اليمنية وتحويل البلاد إلى ساحة نفوذ لقوى إقليمية.

اقتصاديًا، وُجهت اتهامات خطيرة للإمارات بتعطيل عمل البنك المركزي اليمني بعد نقله إلى عدن، والتأثير في مسارات الدعم المالي.

هذا التدخل انعكس مباشرة على قيمة الريال اليمني وأدى إلى انهيار القدرة الشرائية للمواطنين، ما جعل الملايين يعيشون تحت خط الفقر.

في المقابل، ورغم أن السعودية تقود التحالف العربي وتدير العمليات العسكرية ضد الحوثيين، إلا أن الانتقادات الأكثر حدة تركز على الدور الإماراتي الذي وُصف بـ"المشروع الموازي" لتفكيك اليمن.

ويرى مراقبون أن الرياض –رغم تورطها في الحرب– ظلت تعلن تمسكها بوحدة البلاد، بينما مضت أبوظبي في دعم الانفصال وتعزيز الانقسامات الداخلية.

ويرجّح خبراء أن استمرار النفوذ الإماراتي عبر ميليشياتها سيجعل من مهمة إنهاء الحرب أكثر صعوبة، ليس بسبب الحوثيين فحسب، بل نتيجة التصدعات التي أحدثتها أبوظبي في الجبهة المناهضة لهم.

ومع تصاعد الغضب الشعبي في مناطق الجنوب من ممارسات القوات المدعومة إماراتيًا، تبرز مخاوف من أن يتحول اليمن إلى ساحة صراع طويلة الأمد تُدار من الخارج وتُدفع كلفتها من دماء ومعاناة اليمنيين.

وبينما تُتهم الإمارات بترتيب مشهد يخدم مصالحها التجارية والعسكرية على حساب سيادة اليمن ووحدته، يحذر مراقبون من أن استمرار هذه السياسات سيجعل البلاد أمام سيناريوهات أكثر خطورة، أقلها تثبيت واقع الانقسام، وأشدها ذهاب اليمن نحو تفكك كامل لا عودة منه.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا