أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، اليوم الثلاثاء (19 أغسطس/آب 2025)، عن إلغاء فعاليات إحياء الذكرى الـ43 لتأسيسه، والتي كانت مقررة في 24 أغسطس الجاري.

وأوضح الحزب في بيان نشره موقعه الرسمي المؤتمر نت أن قرار الإلغاء جاء "تضامنًا مع معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مجددًا في الوقت نفسه دعمه لجماعة الحوثي.

ويأتي القرار في ظل تضييق متزايد يتعرض له الحزب في مناطق سيطرة الحوثيين، كان أبرزها صدور حكم إعدام غيابي بحق نائب رئيس المؤتمر، أحمد علي عبدالله صالح، في 31 يوليو الماضي، بتهمة "الخيانة والتخابر"، وهو حكم وصفه قياديون في الحزب بـ"غير الشرعي" واعتبروه انعكاسًا لحالة القلق والخوف التي تعيشها المليشيا.

وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي العام، في تصريح سابق لـ يمن ديلي نيوز، إن الحوثيين يسعون من خلال هذه الإجراءات إلى طمس رمزية الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، ومحاولة إخفاء آثار جريمة اغتياله في ديسمبر 2017، مشيرًا إلى أن تلك الأحكام تعكس عزلة الجماعة المتزايدة داخليًا وخارجيًا.

تأسس حزب المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982 على يد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، وظل مهيمنًا على الحياة السياسية اليمنية طيلة ثلاثة عقود، حيث فاز بجميع الانتخابات وشكل الحكومات حتى عام 2011. وفي أعقاب الثورة الشعبية ومبادرة الخليج عام 2012، تقاسم الحزب السلطة مناصفة مع تكتل "اللقاء المشترك"، وتم التوافق على اختيار عبدربه منصور هادي رئيسًا للبلاد، ومحمد سالم باسندوة رئيسًا للوزراء.

غير أن اجتياح الحوثيين لصنعاء عام 2014 أدى إلى انقسام المؤتمر الشعبي العام بين جناحين، أحدهما موالٍ للشرعية المعترف بها دوليًا، والآخر متحالف مع الحوثيين.