إيران تنهار من الداخل ..الشارع يغلي.. الجوع يحرك الاحتجاجات ضد النظام
تشهد إيران واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها الحديث، إذ لم يعد الانهيار مقتصرًا على المؤشرات المالية والاقتصادية الكلية، بل أصبح واقعًا يثقل كاهل المواطنين في تفاصيل حياتهم اليومية.
رغيف الخبز رفاهية نادرة
أزمة الغذاء ضربت أساسيات المعيشة، حيث قفز سعر خبز "سنكك" في العاصمة طهران إلى 50 ألف تومان منتصف أغسطس، بعد ارتفاع متواصل بنسبة تجاوزت 50% منذ مطلع الشهر. وسائل الإعلام الحكومية أقرت بأن العثور على الخبز بأسعاره السابقة (10 – 15 ألف تومان) بات شبه مستحيل، ما جعل "رغيف الخبز" رفاهية لا يقدر عليها الكثير من الأسر الإيرانية.
احتجاجات متصاعدة في مختلف المدن
الغضب الشعبي لم يتوقف عند أزمة الغذاء، بل ترجم إلى سلسلة من الاحتجاجات شملت مدنًا مختلفة، منها:
-
لامرد: احتجاجات الأهالي بسبب انقطاع الكهرباء في ظل الحر الشديد.
-
ماهشهر: إضراب عمال وموظفي البلدية عن العمل.
-
كرمانشاه: تظاهرة للمتقاعدين للمطالبة بحقوقهم المالية.
-
طهران: وقفة احتجاجية لسائقي الشاحنات أمام وزارة الصناعة.
-
كنكان: اعتصام نحو 90 عاملًا من حقل بارس الجنوبي أمام مبنى المحافظة.
هذه التحركات المتزامنة تكشف حالة من الاحتقان الشعبي العارم، وسط اتهامات بفشل النظام في معالجة أزماته المتفاقمة.
انهيار العملة والسخرية المرّة
بالتوازي، تواصل العملة الإيرانية فقدان قيمتها حتى باتت مثار سخرية. تقارير اقتصادية أشارت إلى أن سعر منديل ورقي (520 تومانًا) تجاوز قيمة ورقة نقدية من فئة 500 تومان، وهو ما دفع المواطنين إلى التندر بالقول: "مسح العرق بالعملة أرخص من شراء منديل!".
ارتفاع أسعار المناديل الورقية بأكثر من 300% خلال عامين يعكس حجم التضخم وغياب الرقابة، في وقت يتهم المواطنون السلطات بترك الأسواق نهبًا للمحتكرين.
خبراء: الانفجار قادم
يرى محللون أن لجوء الإيرانيين إلى "السخرية السوداء" دليل على تآكل الثقة الكاملة بالنظام الاقتصادي، وأن استمرار تدهور المعيشة قد يقود إلى انفجار اجتماعي واسع. فالمواطنون يشعرون بأن الحكومة عاجزة عن تقديم حلول، بينما تتفاقم الضغوط على مختلف الفئات، من العمال إلى المتقاعدين وحتى صغار الكسبة.
التعليقات