شهدت مدينة رداع بمحافظة البيضاء يوم أمس أحداثًا دامية، بعد أن تحولت مسيرة طلابية نظمتها جماعة الحوثي تحت شعارات "الاحتفال بالمولد النبوي" و*"مساندة الشعب الفلسطيني"* إلى مواجهات عنيفة وذعر جماهيري، وسط غياب كامل للأمن.

من مسيرة إلى فوضى دامية

بحسب شهود عيان، فقد تصاعد التوتر بين طلاب ينتمون إلى مدرستي جمعان وجيد على خلفية خلافات سابقة، ليتحول إلى اشتباك بالأيدي والعصي أمام مئات المشاركين. وقال أحد الشهود:
"كان المشهد كارثياً.. الطلاب يهربون من الرصاص والعصي تلوح في الهواء. لم يكن حدثًا جماهيريًا بل ساحة حرب حقيقية."

وأكدت المصادر أن مسلحين حوثيين تدخلوا بإطلاق النار في الهواء لتفريق التجمع، ما تسبب بحالة تدافع وفوضى وسقوط إصابات لم يُكشف عن طبيعتها حتى الآن.

حملة اعتقالات واسعة

وعقب الحادث، نفذت مليشيا الحوثي حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 30 طالبًا وعددًا من المدرسين، جرى اقتيادهم إلى مقرات سرية دون تمكينهم من التواصل مع أهاليهم أو محامين، في خطوة وُصفت بأنها "محاولة لطمس الحقيقة".

هذا الإجراء أثار غضب الأهالي الذين عبروا عن رفضهم "تحويل المدارس والجامعات إلى ساحات تعبئة عسكرية ودعاية سياسية". وقال أحد أولياء الأمور:
"أبناؤنا ذهبوا للتعليم لا ليكونوا وقودًا لصراعات أيديولوجية."

التعليم أداة للتعبئة

تُضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من الانتهاكات الحوثية في القطاع التعليمي، إذ عمدت الجماعة منذ سيطرتها على أجزاء واسعة من اليمن إلى إعادة صياغة المناهج التعليمية وفرض خطاب سياسي-ديني، إلى جانب إجبار الطلاب على المشاركة في المسيرات والفعاليات الدعائية.

ووفق تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش (2023)، استخدمت الجماعة أكثر من 1,200 مدرسة كمراكز تدريب أيديولوجي أو مواقع عسكرية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.