ما وراء اعتقال الحوثي لقيادات بارزة في المؤتمر الشعبي العام ؟
كشفت مصادر مطلعة مقربة من جماعة الحوثي، أمس الجمعة، عن الأسباب التي دفعت الميليشيا إلى اعتقال عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، بينهم الأمين العام للحزب، غازي الأحول.
وأفادت المصادر لـ"المشهد اليمني" أن الأحول جرى اعتقاله من منزله في العاصمة، قبل أن يُنقل إلى أحد المنازل التابعة لقيادات ما يُعرف بـ"الجيش الوطني" في منطقة حدة، وذلك على خلفية رفضه هو وعدد من قيادات المؤتمر مطالب الحوثيين بإقالة العميد أحمد علي عبد الله صالح من قيادة الحزب، إلى جانب رفضهم شنّ حملة إعلامية ضده.
وبحسب المصادر، تجاهلت الجماعة مكانة الأحول كعضو في اللجنة الدائمة للمؤتمر، رغم أن والده، اللواء علي محسن الأحول، يشغل منصب مستشار لرئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط.
وترى الجماعة في العميد أحمد علي عبد الله صالح تهديدًا مباشرًا لنفوذها، خصوصًا بعد تنامي الشعبية التي تحظى بها أسرة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وهو ما برز مؤخرًا من خلال التفاعل الكبير مع تخرّج اثنين من أبناء أحمد علي من إحدى الكليات البريطانية، إلى جانب الاحتفالات بزواج شقيقه صخر، وظهور شقيقه مدين في برنامج وثائقي تناول اللحظات الأخيرة من حياة الرئيس السابق.
وفي مؤشر على تصاعد المواجهة، أصدرت محكمة خاضعة لسيطرة الحوثيين حكمًا بالإعدام غيابيًا بحق أحمد علي، في خطوة اعتُبرت استهدافًا سياسيًا مباشرًا لأسرة صالح. ويأتي ذلك بالتزامن مع تعزيز نفوذ قيادات الأسرة، خصوصًا العميد طارق محمد عبد الله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يقود قوات "المقاومة الوطنية" المسيطرة على أجزاء واسعة من الساحل الغربي.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن آلافًا من قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الموالية للنظام السابق تستعد للانضمام إلى القوات الحكومية، في تحركات قد تُعيد رسم خارطة الصراع وتفسر التصعيد الحوثي المتزايد ضد قيادات المؤتمر وأسرة صالح على وجه الخصوص.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات