في اليوم العالمي للسكان.. بن بريك: بناء الدولة يبدأ من الإنسان لا من المؤسسات
في خطاب اتسم بالبعد الإنساني أكثر من الرسمي، شدّد رئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك على أن بوابة بناء الدولة الحقيقية تمر عبر المواطن، من خلال صون حقوقه وحرياته، وضمان حصوله على التعليم والصحة والعمل والحياة الكريمة.
جاء ذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للسكان 2025م، حيث وضع بن بريك التركيبة السكانية الشابة في اليمن في قلب المعادلة التنموية، واصفًا إياها بأنها "قوة تغيير وبناء هائلة" ينبغي استثمارها عبر تعليم نوعي، ورعاية صحية شاملة، وفرص عمل منتجة.
لكن التفاؤل لم يخفِ حجم التحديات، إذ أقرّ رئيس الوزراء بأن اليمن يعيش ظروفًا استثنائية قاسية بسبب الحرب وتداعياتها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية. مشكلات الأمن الغذائي، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، وتفاقم البطالة والفقر والنزوح، كلها رسمت لوحة ضاغطة تتطلب ـ على حد قوله ـ مضاعفة الجهود والارتقاء إلى مستوى صمود الشعب.
ودعا بن بريك المؤسسات الحكومية إلى مراجعة أولوياتها باستمرار بما يتناسب مع الواقع المتغير، مشيرًا إلى أن الحروب والأزمات الاقتصادية واضطراب سلاسل الإمداد والتغير المناخي، كلها عوامل تُحتّم إعادة صياغة السياسات على أسس علمية. "لا سبيل إلى ذلك إلا ببيانات سكانية دقيقة"، قال بن بريك، معتبرًا أن الأرقام ليست مجرد إحصاءات جامدة، بل أدوات لصياغة سياسات واقعية ورشيدة.
وفي سياق التزامات الحكومة، جدّد رئيس الوزراء التأكيد على أن السياسات السكانية والتنموية تأتي في قلب برنامج العمل، انطلاقًا من الترابط الوثيق بين النمو السكاني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مجددًا التزام حكومته بالشراكة مع الداخل والخارج لصياغة برامج تستثمر في رأس المال البشري، وتنسجم مع أهداف التنمية المستدامة 2030.
الاحتفال، الذي نظمه المجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان تحت شعار: "تمكين الشباب من تكوين الأسر التي يريدونها في عالم عادل ومفعم بالأمل"، لم يكن مجرد مناسبة رمزية؛ بل بدا أشبه برسالة تذكير بأن المستقبل يبدأ من اليوم، وأن رهان اليمن الحقيقي هو على شبابه.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات