غزة ستار لتبرير الخيانة: كيف يستخدم الحوثي الدماء لتلميع نفسه؟ محلل سياسي يجيب
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبده سالم أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء لم تستهدف جماعة الحوثي كتنظيم مباشر، بقدر ما أصابت ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية التي تحوّلت – على حد وصفه – إلى واجهة شكلية يديرها الحوثيون من خلف الستار.
وقال سالم إن ما يُسمّى بـ"وزراء حكومة صنعاء" ليسوا سوى أدوات بلا قرار، حتى وإن كان بعضهم ينتمي للحوثيين، مؤكداً أن الحاكم الفعلي هو التنظيم الحوثي، بينما تُستخدم المناصب الحكومية كغطاء سياسي وإداري لتكريس سلطة الأمر الواقع.
وأضاف أن الضربة شكّلت صدمة معنوية ونفسية كبيرة داخل صفوف الحوثيين، وأثارت ارتباكاً متزايداً، خصوصاً في ظل مشاعر الابتهاج الشعبي بالعملية. واعتبر أن الجماعة تخشى توسع الاختراق الإسرائيلي ليستهدف مواقع أكثر حساسية، مرجحاً أن الحوثيين قد يوظفون الضربة نفسها في عملية "اختراق مزدوج" للتخلص من الواجهة الشكلية وتحويلها إلى مادة دعائية للتجييش.
وأوضح سالم أن الضحايا من الوزراء كانوا منذ البداية قد ارتضوا التمترس خلف الحوثيين ضد شعبهم وبلادهم، دون مراجعة أو موقف مستقل، ودفعوا ثمن خياراتهم "إما بشراكة مباشرة أو بتسبب غير مباشر من قيادة الجماعة".
وانتقد الكاتب محاولات الحوثيين استغلال الحادثة للتغطية على جرائمهم الداخلية تحت شعار غزة والمقاومة، مؤكداً أن "غزة قضيتنا، وفلسطين جرحنا، لكنهما أسمى من أن يُستعملا مطيّة لتبييض خيانة الداخل"، مشدداً على أن من خان وطنه لا يحق له أن يتزيّا برداء المقاومة أو يدّعي نصرة المستضعفين.
وختم سالم بالتأكيد على أن الحرية لا تتجزأ والاستقلال لا يُقاس بالشعارات، داعياً إلى فضح التوظيف السياسي للدماء والخراب، ورفض تحويل القضايا العادلة إلى غطاء لانتهاكات الجماعة.
التعليقات