تتبع الطائرات يكشف عن نشاط جوي مشبوه في مطار صنعاء

كشف تقرير حديث نشره "الموقع بوست" عن نشاط جوي غير اعتيادي في الأجواء اليمنية خلال الأيام الماضية، خاصة في مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي، ما أثار تساؤلات حول طبيعة الرحلات المتزايدة، بالتزامن مع أنباء عن نقل عشرات الجرحى من قيادات الحوثيين جراء غارات إسرائيلية استهدفت الحكومة.

وأجرى التقرير، بالتعاون مع منصة "مُسند" للتحقق من الأخبار، تحليلًا موثقًا لحركة طائرات الأمم المتحدة في اليمن باستخدام تقنيات التتبع عبر المصادر المفتوحة.

وأظهر الرصد أن الأجواء اليمنية شهدت نشاطًا مكثفًا وغير اعتيادي لطائرات الأمم المتحدة، شمل هبوطًا وتوقفات وتحركات متزامنة داخل المجال الجوي اليمني.

ورُصدت ثلاث طائرات أممية يوم الاثنين في مسارات لافتة، إذ هبطت إحداها في مطار صنعاء وبقيت متوقفة لأكثر من ساعة قبل أن تغادر، فيما نفذت طائرة ثانية انعطافًا واسعًا فوق ذمار، واستقرت الثالثة في مطار عدن.

وأظهرت بيانات التتبع من المصادر المفتوحة أن الطائرة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، رقم التسجيل 3B-NBZ من طراز Beechcraft 1900D، أقلعت صباح الاثنين من مطار جيبوتي الدولي متجهة إلى اليمن، وأعلنت وجهتها مطار عدن، لكنها تجاوزت المطار واتجهت إلى صنعاء حيث توقفت لمدة تقارب الساعة قبل العودة جنوبًا باتجاه عدن.

ويثير هذا التلاعب في الوجهة علامات استفهام حول التنسيق مع سلطات الحوثيين، إذ يبدو أن تسجيل الوجهة "عدن" كان يهدف لتجنب الاعتراف العلني بهبوط الطائرات الأممية في صنعاء.

أما الطائرة RED360 التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد نفذت مسارًا غير معتاد، إذ أقلعت من عدن وصعدت شمالًا حتى ذمار ثم عادت، في مسار لا يمكن تفسيره كخطأ ملاحي، ما يشير إلى التزام الممرات الجوية الخاضعة لسلطات الحوثيين.

ويكشف هذا النشاط المشبوه، بحسب التقرير، أن التنسيق بين الأمم المتحدة والحوثيين لم يعد سريًا، إذ تكشف بيانات التتبع المفتوحة أن الوجهات المعلنة للرحلات لم تعد تعكس الواقع، والمسارات الجوية تظهر التفاهمات المباشرة مع جماعة الحوثي، سواء عبر الهبوط المباشر أو الالتزام بممرات محددة.

ويشير التقرير إلى أن ما كان يدار في الغرف المغلقة أصبح مكشوفًا أمام الرأي العام بفضل أدوات الرصد والمصادر المفتوحة.

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”