إحراق القصر الرئاسي ومنازل الوزراء.. وهروب مذل للوزراء ...ماذا يحدث في نيبال؟ (فيديو)
تشهد نيبال اضطرابات غير مسبوقة، بعدما تحولت احتجاجات طلابية وشبابية إلى انتفاضة شعبية واسعة ضد الحكومة، أسفرت عن مقتل 22 شخصًا وإصابة أكثر من 400 آخرين، وفق تقارير إعلامية هندية.
وبحسب موقع نيوز18، فإن المتظاهرين هاجموا كبار المسؤولين، حيث تعرض وزير المالية فيشنو بودول ورئيس الوزراء السابق شير بهادور ديوبا للضرب، بينما أُضرمت النيران في منازل رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي، والرئيس، ووزير الداخلية، إضافة إلى مساكن وزراء سابقين ووزير الاتصالات بريثفي سوبا جورونج.
وفي خضم الفوضى، أعلن رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي استقالته رسميًا، ليتم نقله إلى مكان مجهول بواسطة الجيش عبر طائرة هليكوبتر، وسط مخاوف من تفاقم الانهيار السياسي.
مطالب شعبية لتعيين عمدة كاتماندو رئيسًا للوزراء
على وقع الأحداث، دخل مسؤولون محليون، بينهم رابي لاميشاني ورئيس بلدية كاتماندو بالين شاه، في محادثات لتشكيل حكومة مؤقتة. ويطالب المحتجون بشكل واضح بتعيين بالين شاه رئيسًا للوزراء باعتباره "رمزًا لشباب نيبال" وكحل للأزمة الراهنة.
المتظاهرون صعّدوا تحركاتهم بإحراق مبنى البرلمان واقتحام منازل مسؤولين واعتداءات جسدية مباشرة، من بينها فيديو متداول على نطاق واسع أظهر متظاهرًا يركل وزير المالية بالقرب من منزله، حسبما ذكرت صحيفة داينيك بهاسكار.
جذور الأزمة: 7 أسباب وراء الغضب الشبابي
يرى مراقبون أن الاحتجاجات العنيفة جاءت نتيجة تراكم أسباب عدة، أبرزها:
-
فساد سياسي متصاعد وشبهات بثلاث عمليات احتيال كبرى خلال السنوات الأخيرة.
-
المحسوبية وتوريث المناصب لأبناء السياسيين الذين ينغمسون في حياة مترفة بعيدًا عن معاناة الشعب.
-
قمع أصوات الشباب وحظر معظم وسائل التواصل الاجتماعي.
-
تفاقم البطالة والتضخم وسط تركّز الثروة في أيدي قلة من النخبة.
-
عدم استقرار سياسي بتولي ثلاث حكومات الحكم خلال خمس سنوات فقط.
-
انحياز سياسي خارجي، إذ تبنّت حكومة أولي التوجه نحو الصين، ما تسبب في توتر متزايد مع الهند.
-
سياسات رقمية مقيدة، حيث اقتصر التواصل على منصة "تيك توك" الصينية بعد حظر أغلب التطبيقات الغربية.
رفع الحظر لا يطفئ الغضب
ورغم إعلان الحكومة النيبالية، في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين، رفع الحظر عن 26 منصة تواصل اجتماعي بينها فيسبوك وإنستغرام، إلا أن موجة الغضب لم تهدأ، حيث استمرت احتجاجات الطلاب والشباب لليوم الثاني على التوالي، مؤكدين أن معركتهم لم تعد مرتبطة فقط بالمنصات الرقمية بل بـ"مستقبل نيبال بأكملها".
وبينما يغرق البلد في فراغ سياسي بعد استقالة أولي، تبدو نيبال أمام منعطف تاريخي قد يحدد شكل نظامها السياسي المقبل ودورها الإقليمي بين الهند والصين.
التعليقات