أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الجمعة، إطلاق عملية عسكرية واسعة تحت اسم "القرن الشرقي" لتعزيز الموقف الدفاعي على جناحه الشرقي، مشددًا على أن العملية ستضيف "مرونة وصلابة" إلى قدرات الحلف، وتؤكد جاهزيته لحماية أراضيه.

القائد الأعلى لقوات الناتو أوضح أن العملية، التي تُعرف أيضًا باسم "الحارس الشرقي"، ستتميز بالسرعة والمرونة وتوفّر "ردعًا ودفاعًا أكثر تركيزًا"، مع تأكيد استمرار الحلف في الدفاع عن كل شبر من أراضيه.

وأكد المسؤول العسكري دعم الناتو الكامل لبولندا، في وقت أعلنت فيه عدة دول أوروبية، بينها فرنسا وألمانيا والدنمارك وبريطانيا، نشر قوات لتعزيز الحماية الجوية على الحدود الشرقية.

وفي السياق ذاته، كشفت الحكومة الألمانية عن بدء نشر قوات جوية في بولندا، بينما ذكرت وكالة رويترز أن باريس استدعت السفير الروسي وأبلغته رفضها القاطع لاختراق الطائرات المسيّرة المجال الجوي البولندي.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن إرسال ثلاث مقاتلات من طراز "رافال" لحماية الأجواء البولندية، فيما ضاعفت ألمانيا عدد مقاتلاتها من طراز "يوروفايتر" ومددت مهمة المراقبة الجوية حتى نهاية ديسمبر، بحسب المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان كورنيليوس، الذي أكد أيضًا سعي برلين لتسريع اعتماد حزمة العقوبات الأوروبية الـ19 ضد موسكو.

وتأتي هذه الخطوات بعد إعلان وارسو اختراق 19 طائرة مسيّرة روسية لأجوائها عبر بيلاروسيا خلال ساعات، وهو ما وصفه رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بأنه "هجوم متعمد"، منتقدًا تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها إن الحادث قد يكون "نتيجة خطأ".

المستشار الألماني فريدريش ميرتس اعتبر الحادث "نوعية جديدة من الهجمات الروسية"، محذرًا من ضعف فاعلية دفاعات الناتو الجوية، وداعيًا إلى نقاش عاجل داخل الحلف والاتحاد الأوروبي.

موسكو من جانبها نفت الاتهامات، حيث قال القائم بأعمال السفارة الروسية في وارسو، أندري أورداش، إن المزاعم "لا أساس لها"، مشيرًا إلى غياب الأدلة على أن الطائرات المسيّرة روسية المنشأ.

الحادثة التي أدت إلى إسقاط قوات الناتو بعض الطائرات المسيّرة لأول مرة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، عكست تصعيدًا عسكريًا خطيرًا وتحولًا في قواعد الاشتباك على حدود التحالف الغربي مع روسيا.

كلمات دلالية: الناتو، بولندا، الطائرات المسيّرة، روسيا، عملية القرن الشرقي