تشهد منطقة الحوبان في محافظة تعز، منذ ساعات فجر اليوم السبت، كارثة بيئية وإنسانية غير مسبوقة، عقب اندلاع حريق ضخم في مخابز "ريتاج"، سرعان ما تمدد بسرعة قياسية ليطال سوق الهلالي ومجمع "التوفير سنتر" التجاري، وسط عجز تام عن السيطرة عليه حتى اللحظة.

وبحسب شهود عيان، فإن الحريق تحول إلى كتلة نارية هائلة بفعل وجود مواد قابلة للاشتعال داخل المخبز والمحال المجاورة، ما سمح للنيران بالانتشار الأفقي والعمودي بشكل مخيف. وأكد الشهود أن ألسنة اللهب شاهقة ويمكن رؤيتها من مسافات بعيدة، فيما يغطي الدخان الأسود سماء المنطقة، مهدداً صحة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن، وسط حالة هلع وخوف من امتداد النيران إلى الأحياء السكنية القريبة.

إمكانيات إطفاء محدودة ونداءات استغاثة

أفاد السكان أن فرق الإطفاء المحلية عاجزة عن السيطرة على الحريق بسبب ضعف الإمكانيات ونقص سيارات الإطفاء وانعدام المعدات الحديثة، فضلاً عن ضعف ضغط المياه، ما اضطر رجال الإطفاء للاعتماد على الصهاريج. المواطنون بدورهم حاولوا إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم، واستخدم بعضهم وسائل بدائية لمساعدة فرق الإطفاء.

مطالب عاجلة بتدخل واسع

وجه الأهالي نداءات استغاثة عاجلة للسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية لإرسال تعزيزات إضافية، وتوفير معدات متطورة أو حتى تدخل جوي إن أمكن، لإنقاذ ما تبقى قبل أن تتحول الكارثة إلى شاملة.

خسائر اقتصادية وإنسانية مرتقبة

وحذر مراقبون من أن استمرار الحريق يهدد بكارثة اقتصادية كبرى، إذ تُعد الحوبان واحدة من أكبر المراكز التجارية في تعز وتضم مئات المحال التي تعيل آلاف الأسر. كما أن أي امتداد للنيران نحو الأحياء السكنية قد يؤدي إلى خسائر بشرية جسيمة.

ومن المتوقع أن تصدر السلطات المحلية خلال الساعات المقبلة بياناً أولياً بحجم الخسائر، فيما تبقى الجهود منصبة على محاصرة الحريق وتشكيل خلية أزمة طارئة لإدارة الموقف.