تقرير صادم: فساد الأراضي في عدن يتوسع وشبكة نافذين تعرقل الإصلاحات
عاد ملف الأراضي في العاصمة المؤقتة عدن إلى الواجهة مجددًا، بعد إعلان رئيس الهيئة العامة للأراضي سالم ثابت العولقي استقالته في 9 سبتمبر الجاري، احتجاجًا على ما وصفه بـ"التدخلات في عمل الهيئة وصلاحياته القانونية" و"عرقلة مسار الإصلاحات الجارية".
وبحسب تقرير لموقع "يمن شباب" فان ملف الأراضي في عدن يُعد من أعقد الملفات وأكثرها إثارة للجدل منذ عقود، إذ ارتبط تاريخيًا بصراعات سياسية وعسكرية، فيما تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى بؤرة نفوذ وفساد تُدار عبر شبكة نافذين داخل السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا.
العولقي، الذي عُيّن في أبريل 2025 بقرار من رئيس الوزراء السابق أحمد عوض بن مبارك، حاول إطلاق إصلاحات في الهيئة وتنظيم السجل العقاري، لكن قراراته اصطدمت بنفوذ شخصيات مقربة من قيادة المجلس الانتقالي، بينها صهر عيدروس الزبيدي، ما أدى إلى إفشال عملية الاستلام والتسليم ومنعه من مباشرة عمله، ليدفعه في النهاية إلى تقديم استقالته.
ورغم رفض الحكومة للاستقالة، سارع الانتقالي إلى تعيين شخصية مقربة من قيادته لإدارة الهيئة، في خطوة وُصفت بأنها التفاف على مسار الإصلاح.
ورغم رفض الحكومة للاستقالة، سارع الانتقالي إلى تعيين شخصية مقربة من قيادته لإدارة الهيئة، في خطوة وُصفت بأنها التفاف على مسار الإصلاح.
وتؤكد تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة أن الفترة ما بعد تحرير عدن في 2015 شهدت عمليات استيلاء واسعة على أراضي الدولة والممتلكات العامة، شملت مناطق بئر فضل وبئر أحمد والحسوة، عبر عقود مزورة وتواطؤ مسؤولين محليين.
وكشف الجهاز عن نحو 1929 قضية اعتداء منظورة أمام القضاء، بمساحات تتجاوز 476 مليون متر مربع في المحافظات المحررة، إضافة إلى اعتداءات لم تُبلّغ. كما أشار التقرير إلى تمكين نافذين من الاستيلاء على فنادق ومنتجعات وممتلكات عامة وتحويلها إلى أملاك خاصة أو تجميدها.
وكشف الجهاز عن نحو 1929 قضية اعتداء منظورة أمام القضاء، بمساحات تتجاوز 476 مليون متر مربع في المحافظات المحررة، إضافة إلى اعتداءات لم تُبلّغ. كما أشار التقرير إلى تمكين نافذين من الاستيلاء على فنادق ومنتجعات وممتلكات عامة وتحويلها إلى أملاك خاصة أو تجميدها.
ويرى مراقبون أن استقالة العولقي تكشف صعوبة مواجهة "لوبي الأراضي" الذي يتكوّن من قيادات سياسية وعسكرية وفصائل مسلحة، ويمثل اليوم إحدى أبرز أدوات نفوذ المجلس الانتقالي في عدن.
وبحسب مصادر محلية، فإن الانتقالي وزّع خلال السنوات الأخيرة عشرات الأراضي على قياداته وعناصره لتثبيت سلطته كأمر واقع، بينما يرفض أي مساس بالشبكات القائمة أو فتح تحقيقات حولها.
وبحسب مصادر محلية، فإن الانتقالي وزّع خلال السنوات الأخيرة عشرات الأراضي على قياداته وعناصره لتثبيت سلطته كأمر واقع، بينما يرفض أي مساس بالشبكات القائمة أو فتح تحقيقات حولها.
وبذلك، تبقى أزمة الأراضي في عدن مرآة لفساد متجذّر تنامى خلال الحرب، وتحديًا معقدًا يتطلب إرادة سياسية وسيادية قوية لإصلاحه، في وقت تظل فيه المؤسسات الرسمية عاجزة عن فرض سلطتها على هذا الملف الشائك.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات