صنعاء في عهد الحوثيين.. مدينة تحولت إلى "سجن كبير" آخرها اعتقال شاعر اليوم بسبب منشوراته
تحولت العاصمة صنعاء، منذ سيطرة ميليشيات الحوثي عليها، إلى ما يشبه "السجن الكبير" الذي يخنق أنفاس السكان، حيث لم يعد لأي صوتٍ أن يعلو فوق صوت الجماعة. القمع، الرقابة، والاعتقالات باتت سلاح الحوثيين لإسكات كل من يحاول التعبير عن رأيه، حتى لو كان ذلك عبر تغريدة أو قصيدة شعرية تلامس واقع المعاناة.
ففي الوقت الذي يعيش فيه ملايين اليمنيين بلا مرتبات منذ سنوات، مكتفين بمبالغ لا تتجاوز مئة أو مئتي ألف ريال تُصرف بشكل متقطع لا تغطي أبسط احتياجات الحياة، أغلقت الميليشيات أبواب الأمل أمام الناس عبر مصادرة الإعلام، وإحكام السيطرة على القنوات والصحف، بل وحتى على منصات التواصل الاجتماعي التي تخضع لرقابة مشددة.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ وصلت القيود إلى منع المواطنين من تصوير الأحياء والمناطق المدمرة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة، خشية من انكشاف حجم المأساة. وهكذا، أصبح "هاجس الخوف" سيد الموقف في شوارع صنعاء، وتحولت تهمة "التخابر" إلى العصا الغليظة التي ترفعها الميليشيات في وجه كل مخالف لسياساتها.
آخر ضحايا هذه السياسة القمعية كان الشاعر اليمني أوراس الإرياني، الذي أقدمت ميليشيات الحوثي على اختطافه من منزله في العاصمة صنعاء. وبحسب مصادر محلية، جاء اعتقاله بسبب منشوراته الأخيرة التي انتقد فيها الأوضاع المعيشية والانتهاكات اليومية، فيما لا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن.
قضية الإرياني أعادت إلى الواجهة صورة الواقع القاتم الذي يعيشه المثقفون والصحفيون وأصحاب الرأي تحت سلطة الحوثي، حيث لا مكان للكلمة الحرة، ولا وجود لفن يعكس آلام الناس، في ظل سياسة ممنهجة لإسكات كل صوت يفضح القمع أو يكشف الحقائق.
وهكذا، تواصل صنعاء الغارقة في أزماتها المعيشية والأمنية، السير على وقع الصمت المفروض بالقوة، لتبقى قصيدة مغيبة أو تغريدة ممنوعة شاهداً على زمن تتحكم فيه الميليشيات بمصير الناس، بينما تختفي الأصوات الحرة في دهاليز السجون.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات