برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

الزبيدي يلوّح بالانفصال والتطبيع وتاريخه الدموي في عدن يلاحقه
في مقابلة جديدة أثارت جدلاً واسعاً، جدد عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، دعوته لانفصال الجنوب وإعلان دولة مستقلة، مؤكداً أن هذه الدولة ستكون قادرة على صياغة سياسة خارجية خاصة بها، بما في ذلك الانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام" وإقامة علاقات مع إسرائيل.

وقال الزبيدي في حديث لصحيفة ذا ناشيونال على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "قبل أحداث غزة كنا نتقدم نحو الانضمام إلى الاتفاقيات، وعندما نعلن دولتنا الجنوبية ستكون لنا قراراتنا السيادية".

وأضاف أن قوات المجلس "تحمي الحدود" وأن خيار الانفصال "قد يُطرح في أي وقت" إذا استمر تعقيد المشهد السياسي والعسكري.

لكن تصريحات الزبيدي عن "الدولة الجنوبية" و"التحالفات الإقليمية" تتجاهل تاريخه الدموي في عدن والمحافظات الجنوبية، حيث ارتبط اسمه ومجلسه بسلسلة من الاغتيالات السياسية، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من مصادرة للحريات العامة إلى التضييق على المرأة.

وقد وثق ذلك التحقيق الاستقصائي الشهير الذي بثته قناة BBC، كاشفاً شبكة اغتيالات منظّمة في عدن خلال فترة سيطرة المجلس الانتقالي، وتضمّن مقابلة مباشرة مع الزبيدي نفسه، لتبقى علامة بارزة على مسؤوليته في هذا الملف الأسود.

وفي حديثه عن مسار السلام، وصف الزبيدي العملية السياسية بأنها "متوقفة ومجمدة"، معتبراً أن "لا أفق حقيقي بعد هجمات الحوثيين"، ورحب بقرارات تصنيف الجماعة كـ"إرهابية"، قائلاً إنها باتت "ضعيفة ومعزولة".

كما حذّر الزبيدي من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد بعد توقف تصدير النفط، متجاهلاً حقيقة أن المجلس الانتقالي نفسه كان أحد أبرز أسباب تفاقمها عبر تعطيل مؤسسات الدولة ومنع الحكومة الشرعية من ممارسة عملها في عدن وبقية المحافظات الجنوبية. فقد شكّل المجلس عقبة أمام استعادة الموارد وإدارة الموانئ، الأمر الذي فاقم تراجع الإيرادات وضاعف معاناة المواطنين. ورغم ذلك حاول الزبيدي تحميل المسؤولية للظروف القائمة، مكتفياً بالإشارة إلى أن السعودية والإمارات "منعتا الانهيار الكامل عبر الدعم المالي والطاقة".

ويستند الزبيدي في مشروعه إلى واقع السيطرة العسكرية للمجلس الانتقالي على معظم محافظات الجنوب منذ تأسيسه عام 2017 بدعم إماراتي، وإلى مشاركته في مجلس القيادة الرئاسي منذ أبريل 2022. غير أن مراقبين يرون أن محاولاته تسويق الانفصال دولياً لا تنجح في تلميع صورة قائد مثقل بتاريخ من الاغتيالات والفوضى الأمنية، وأن أي حديث عن "دولة جنوبية" لا يمكن فصله عن الانتهاكات التي ارتكبت تحت مظلة المجلس الانتقالي.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا