رسالة تتجاوز التدريب.. ماذا يعني عودة اليمن إلى "النجم الساطع"؟
اعتبر اللواء الركن إسماعيل زحزوح، قائد قوات العمليات الخاصة اليمنية، أن مشاركة بلاده في مناورات النجم الساطع 2025 ليست مجرد تدريب عسكري تقليدي، بل تمثل عودة حقيقية لليمن إلى محيطه الإقليمي والدولي بعد سنوات من العزلة التي فرضتها ظروف الحرب والصراع الداخلي.
وأوضح زحزوح، في مقابلة أجريت معه بقاعدة محمد نجيب العسكرية في مصر، أن هذه المشاركة تأتي بعد غياب طويل منذ عام 2010، لتؤكد أن اليمن يستعيد موقعه الطبيعي إلى جانب أكثر من 40 دولة، بينها مصر والولايات المتحدة، ضمن أضخم تمرين عسكري مشترك في المنطقة.
وأشار إلى أن العودة تحمل أبعاداً سياسية وأمنية عميقة، إذ تعكس التزام اليمن بدوره المحوري في تأمين الممرات الملاحية الدولية وحماية التجارة العالمية من التهديدات الإرهابية، في إشارة إلى هجمات الحوثيين المدعومين من أطراف خارجية. وقال: “وجود اليمن في إطار التعاون الإقليمي والدولي هو صمام أمان لاستقرار المنطقة.”
كما أبرز القائد العسكري القيمة المضافة التي اكتسبتها القوات اليمنية عبر التدريب المشترك مع الحلفاء، لاسيما في مجالات القيادة، الدفاع السيبراني، الاستخبارات، والأنظمة غير المأهولة.. مؤكداً أن هذا الانخراط لا يعزز فقط قدرات الجيش اليمني، بل يبعث أيضاً برسالة ثقة للشعب اليمني بأن بلاده قادرة على النهوض مجدداً ومواجهة الإرهاب جنباً إلى جنب مع شركائها.
ويرى مراقبون أن عودة اليمن إلى النجم الساطع بعد أكثر من عقد تمثل خطوة سياسية مهمة تعكس إرادة الحكومة في الخروج من العزلة الدولية، وإعادة تثبيت حضورها كلاعب أساسي في منظومة الأمن الإقليمي، بما يوازي موقعه الجغرافي الاستراتيجي عند أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
ولم يكن ظهور القوات اليمنية مجدداً في مناورات النجم الساطع 2025 حدثاً عادياً، بل حمل دلالات عميقة ترتبط مباشرةً بصراع البحر الأحمر والتحولات في موازين القوى الإقليمية. فبعد غياب استمر منذ عام 2010، تعود اليمن لتؤكد أن وجودها ليس رمزياً فحسب، بل هو جزء من معادلة الأمن البحري العالمي الذي بات مهدداً بهجمات الحوثيين على الملاحة الدولية.
ويرى خبراء أن هذه العودة تمثل رسالة سياسية بقدر ما هي عسكرية. فمن خلال مشاركتها في أضخم تدريب متعدد الجنسيات في المنطقة، تعلن الحكومة اليمنية أنها خرجت من عزلة الحرب وأنها قادرة على استعادة دورها كحارس طبيعي للممرات المائية الممتدة من باب المندب حتى خليج عدن.
كما أن انخراط اليمن في تدريبات متقدمة مع قوات أمريكية ومصرية ودولية يعكس رغبة واضحة في إعادة بناء الثقة مع الحلفاء، وتأكيد أن الجيش اليمني، رغم التحديات، قادر على التطوير والانسجام مع المعايير الحديثة، سواء في الدفاع السيبراني أو مكافحة الإرهاب أو تشغيل الأنظمة غير المأهولة.
كما أن المشاركة اليمنية في النجم الساطع تأتي في توقيت حساس، حيث يتصاعد التوتر في البحر الأحمر بفعل هجمات الحوثيين المدعومين من إيران، ما يجعل عودة اليمن إلى الصف الدولي بمثابة رد عملي على مساعي قوى إقليمية لإضعاف الدولة اليمنية وتوظيف موقعها الجغرافي كسلاح ضد التجارة العالمية.
إن عودة اليمن إلى المناورات بعد أكثر من عقد ليست مجرد عودة إلى برنامج تدريبي، بل هي إعادة تموضع استراتيجي يضعها من جديد ضمن حلف إقليمي ودولي يعمل على حماية استقرار المنطقة، في مواجهة الإرهاب ومشاريع الفوضى التي تهدد مستقبل الملاحة الدولية.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات