الحوثيون يواصلون حربهم على المساجد.. اقتحام جامع "السُنة" في صنعاء وفرض خطيب بالقوة
صنعاء – أقدمت ميليشيا الحوثي الإرهابية، أمس الجمعة، على اقتحام جامع "السُنة" في منطقة سعوان شمال شرق العاصمة صنعاء، وقامت بطرد إمام المسجد وخطيبه الشرعي بالقوة، قبل أن تفرض خطيبًا تابعًا لها، في خطوة اعتبرها الأهالي اعتداءً صارخًا على حرية المعتقد وحرمة بيوت الله.
وذكرت مصادر محلية أن الخطيب الحوثي الذي تم فرضه بالقوة وصفه الأهالي بـ"المنحرف"، مؤكدة أن الاعتداء لم يكن الأول من نوعه، حيث سبق أن تعرض الجامع ذاته لاقتحامات ومنع إمامه الشرعي من أداء مهامه.
وتأتي هذه الممارسات ضمن حملة ممنهجة تنفذها ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة في 21 سبتمبر 2014، حيث دأبت على السيطرة على المساجد وإقصاء خطبائها، وفرض أئمة تابعين لها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع خلافات ومشاجرات متكررة داخل بيوت الله بين المصلين والخطباء المفروضين.
وبحسب مراقبين، فإن الجماعة حولت المساجد من ساحات للعبادة إلى منصات لنشر خطابها الطائفي، ومحاولة غسل أدمغة المصلين، بما يتناقض مع التنوع المذهبي والديني الذي عاش به اليمنيون لقرون دون اقتتال أو صراعات.
وسبق للحوثيين أن أغلقوا مركز جماعة الدعوة والتبليغ في الحديدة، كما فرضوا منعًا شبه كامل على إقامة صلاة التراويح في رمضان، وأوقفوا حلقات تحفيظ القرآن، مستبدلينها بدورات أيديولوجية إلزامية للأطفال والموظفين، تتضمن تدريس ما يعرف بـ"ملازم حسين بدر الدين الحوثي".
وتشير تقارير اجتماعية إلى أن هذه الدورات المغلقة أسهمت في تفكيك النسيج المجتمعي، حيث رُصدت حوادث مأساوية تمثلت في اعتداء بعض الشباب على أسرهم بعد خروجهم من تلك البرامج، في انعكاس خطير لما تزرعه الجماعة من حقد وكراهية داخل المجتمع.
ويحذر ناشطون من أن استمرار هذه السياسات الحوثية يهدد ما تبقى من التعايش المذهبي في اليمن، ويدفع نحو تحويل المساجد من منابر للوحدة والعبادة إلى بؤر للصراع والاقتتال.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات